Menu

اللعب مع الكبار

بقلم  د: عمرو الشوبكي

رغم هزيمة المشروع السياسي لتركيا في سوريا والذي قام على إسقاط النظام بالقوة المسلحة عبر عناصر تفكيرية وغير تكفيرية، ومعه مشروع دول عربية اخري، إلا انها الدولة الوحيدة من بين الدول الخاسرة في سوريا التي حافظت على تأثيرها الإقليمي في مواجهه الاطراف الأخري (روسيا وإيران) وهذا ما انعكس على مفاوضات اليوم التي استمرت لاكثر من 5 ساعات بين الرئيس التركي ونائب الرئيس الأمريكي (كلاهما متشدد) ورغم التجهم الذي خيم على اجواء الاجتماع وتوقع الكثيرين فشله إلا أن امريكا نجحت في أن تفرض وقف أطلاق النار على الأتراك في مقابل ضمان انسحاب القوات الكردية لمسافة 20 ميلا من الحدود التركية وأيضا رفع العقوبات عن انقرة.

يقينا هناك دروس يجب أن نتأملها في عمالنا العربي لتزايد أدوار الآخرين في بلادنا وحالة الضعف والوهن التي جعلت أمر بلد عربي عظيم مثل سوريا مرتهن بدول غير عربية (تركيا وإيران)، وإن مواجهتهم ليست بالكلام إنما ببديل وحضور عربي حقيقي.
هى المرة الأولي التي أعجب فيها باداء الرئيس ترامب ( وأعقتقد ستكون الأخيرة) في هذه المناورة الكبري فانسحاب القوات الأمريكية كان ورقة ضغط على الأكراد (نفعت) والعقوبات الاقتصادية على تركيا كانت ورقة ضغط على الأتراك (ونفعت). اللعب مع الكبار له شروط مختلفة لا تدار بالهتاف ولا الشعارات، ويمكننا أن نكون كذلك بالعلم والقانون والمهنية والشفافية.
المهم حقنت دماء أبرياء كثيرة والنصر لشعب سوريا الكريم.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments