Menu

كورونا .. و تشكيل نظام عالمي جديد

بقلم : د. كمال حبيب

كأن العالم ينعي نفسه بسبب فيروس كورونا ، وكأن علامات الساعة قد دقت أبواب حضارتنا ، لكن هذه هي الحرب الجديدة التي تواجهها تلك الحضارة ، ونتائجها ستغير شكل النظام العالمي ، تتسابق الصين وأمريكا وفرنسا من أجل إكتشاف دواء جديد للفيروس المخيف ، من سوف يحصل علي دواء للفيروس سيعمد نفسه سيداً علي قمة النظام العالمي
الصين تبدو فائزة ، فقد استطاعت التغلب تقريباً علي الفيروس ، بينما أمريكا تبدو عاجزة فالإصابات تلاحق مواطنيها ، وفرنسا وألمانيا يرعبهما الفيروس المخيف ، و بريطاتنا تتحدث عن الإستعداد لمفارقة الأحباب ، وتتحدث عن قيم الغرب “مناعة القطيع” أي البقاء للأقوي .. التضحية بالضعفاء من أجل حياة الأقوياء ، يمكننا أن نضع تقسيما جديداً للعلاقات الدولية يقسم العالم إلي من يملكون سر مواجهة التحدي المخيف الجديد للإنسان والعالم ، ومن لا يملكون ،، والفارق هنا في ” قوة العلم ” أي قدرة الأبحاث علي مواجهة التحدي الجديد ، و كذلك قوة التنظيم والإرادة السياسية للدول ، بل و ” قوة الإلتزام الوطني لمواطني تلك الدول “.
نحن أمام عالم جديد يتشكل ، و سوف تتحدد نتائجه بكيفية مواجهة الفيروس المتخفي الجديد ، إمتلاك العلم والمعرفة والقدرة البحثية ستكون معيار هذا التشكل ، بالإضافة إلى قدرة الدول التنظيميه واللوجستية علي الضبط والتحكم والسيطرة ، ومسئولية المواطنين في بناء جسور للتعاون والتفاهم مع حكوماتهم ونظمهم السياسية بالقبول بالاجراءات المتبعة والإلتزام بالتعليمات بشكل واع ومشرف .

Categories:   أعمدة الرأى

Comments