Menu

حرب تطويق الصين!

بقلم الكاتب الصحفي : عبدالله عبد السلام

صعود الصين قمة الجبل يتواصل، بينما أمريكا تتعرض لأخطر تحدٍ منذ أصبحت القوة الأولى بالعالم ، وهى لن تفرط فى الزعامة ، ولن تعدم وسيلة شرعية أو غير شرعية للحفاظ على مكانتها.

روسيا لغز ملفوف فى غموض داخل لغز ، لكن المفتاح هو مصالحها القومية ؛ هذه مقولة “تشرشل” عام 1939 ، عندما وقف عاجزا عن التنبؤ بما سيقدم عليه ستالين تجاه هتلر ، العالم الآن يحاول أن يعرف ماذا سيفعل بوتين ، الذى ألمح فى مقال مطول، لأهمية الحوار بين القوى العظمى كوسيلة لإدارة الخلافات والحد من الصراعات.
لكن دوائر رسمية أمريكية لا تريد ترك اللغز الروسى مقفولاً ، فبادرت بالدعوة لإحتضان روسيا وإنهاء العزلة المفروضة عليها منذ غزوها القرم 2014 ، وجاءت دعوة ترامب لمشاركة بوتين بقمة السبع الكبرى بهذا السياق.
علاقة ترامب وبوتين الجيدة ليس بسبب أن الرئيس الأمريكى يحب الأقوياء والديكتاتوريين، أو أن هناك ملفات حساسة عنه لدى المخابرات الروسية قبل أن يكون رئيساً، بل لأن هناك تياراً سياسياً بأمريكا يرى أن موسكو مهمة للغاية فى معركة واشنطن الوشيكة على الزعامة مع الصين.

إذا أرادت أمريكا النصر ، عليها إستخدام كل الأسلحة، بما فيها تطويق الصين بدول معادية أو غير صديقة أو متعاونة ، روسيا يمكن أن تفيد للغاية، وكما نجح (نيكسون _ و كيسنجر) عام 1972، فى إحداث شرخ فى المعسكر الشيوعى بالانفتاح على الصين ، فإن
“كريستيان ويتون” الدبلوماسى الأمريكى المخضرم يدعو لتجاوز لحظة القرم للحوار مع موسكو بدلاً محاصرتها بعقوبات على الشركات والمسئولين والأفراد ، -الصين حسب ويتون- المستفيد الأول من عزل الغرب لروسيا.
روسيا ليست وحدها ، هناك الهند المستعدة لإحتضان أمريكا لها بالنظر للتوتر المتواصل مع بكين ، وأحدث حلقاته مقتل 20 جنديا هندياً باشتباك حدودى. بالفعل، أعطت واشنطن نيودلهى امتيازات كبيرة عسكرية و استراتيجية، كما باركت إتفاق الهند وأستراليا تبادل إستخدام قواعدهما العسكرية.

كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا أيضاً عناصر أساسية بحرب التطويق الأمريكية للتنين الصينى.
الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى جرت بينما كانت أمريكا فى تصاعد ، لكن الآن هناك تراجع أمريكي على كل المستويات بينما صعود الصين قمة الجبل يتواصل ؛ واشنطن تتعرض لأخطر تحدٍ منذ أصبحت القوة الأولى بالعالم، ولن تفرط فى الزعامة، ولن تعدم وسيلة شرعية أو غير شرعية للحفاظ على مكانتها.

Categories:   أعمدة الرأى, سياسة, سياسة, كلمة و مقال

Comments