Menu

ممثل كوميدي البارحة، رئيس أوكرانيا اليوم

حاصل على شهادة في الحقوق، كوميدي، مرشح بدون وعود. واليوم رئيسا… فمن هو فلوديمير زيلينسكي، الرئيس الجديد لأوكرانيا؟

عرف الحقل السياسي الأوكراني مساء يوم الأحد 21 أبريل 2019 مفاجئة وقفزة إلى المجهول تتعلق بمستقبل البلد، بعد فوز الممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي بالانتخابات الرئاسية وحصوله على 73% من الأصوات، على نظيره المنتهية ولايته بترو بوروشنكو بنسبة 24,4%، بعد عجز الأخير عن وضع حد للحرب في شرق البلاد وفضائح الفساد المتواصلة التي تلطخ الطبقة السياسية.

ولد زيلينسكي عام 1978 في مدينة “كريفيي ريه Kryvyï Rih” الأوكرانية، ينتمي إلى عائلة من الصناعيين الأثرياء من أصول يهودية. ومتزوج بـ “أولينا كياشكو Olena Kiyachko” التي تعرف عليها خلال دراسته الثانوية، كما أنه أب لطفلين.

كان زيلينسكي محظوظًا بدرجة كافية خلال مسيرته الدراسية. وذلك بدخوله كلية الحقوق ليصير محاميا، في بلد لا يزال فيه نظام التعليم العالي حديثًا. ولكنه فضل ولوج عالم الفن بعد فوزه في مسابقة كوميدية تلفزيونية.

وفي عام 2000، أسس شركة إنتاج خاصة به، والتي تقدر اليوم بعدة ملايين يورو، كما يمول العديد من العروض التلفزيونية. وقد بدأت شهرته عند الأوكرانيين والروس عبر خشبة المسرح والأفلام التلفزيونية.

فلوديمير زيلينسكي ليس كوميديًا صغيرًا يقوم بعروضه لربح المال ويسد حاجيات آخر الشهر أو ممثلا يحاول حصد الشهرة بدخل قار، بل إنه على رأس امبراطورية ترفيه حقيقية ومن بين أثرياء أوكرانيا. ويعي تماما ما يريد إيصاله للأوكرانيين عبر رسائله الفنية، من انتقادات للساسة والسياسة بطريقة كوميدية.

ضربة الحظ في مسار الرئيس الجديد الأوكراني جاءت بعد لعبه دور رئيس البلاد في السلسلة التلفزيونية “خادم الشعب”. عبر تجسيده دور أستاذ نزيه للتاريخ، يصير بالصدفة رئيسا للدولة. وهو العمل الذي أثر أكثر في الشعب الأوكراني وبنى عليه آمال التغيير.

المسار السياسي.

زيلينسكي لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا عنده تجربة سياسية كما هو الحال عند أغلب من يترشحون للمناصب في الدولة. وكان قد قدم ترشيحه للانتخابات الرئاسية في 31 كانون الأول ديسمبر 2018، ما أغضب البعض واتهموه بأنه دمية لحكم القلة القبرصي الإسرائيلي الأوكراني، وكذا أيهور كولومويسكي، المساهم الرئيسي في القناة التي تبث عليها سلسلة “خادم الشعب”.

تجنب فولوديمير زيلينسكي التجمعات الانتخابية خلال الانتخابات الرئاسية، وكذا التلفاز والإذاعة والصحافة. فقد كان يتحدث بشكل رئيسي ومباشر فقط عبر مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أنه يقدم برنامجا واضحا خلال حملته الانتخابية أو وعودا للشعب الأوكراني إن توج رئيساً، كما هو متعارف عليه. وقد قال في ليلة ترشحه: “لن أقدم أي وعود غير ضرورية”، وكان شعاره خلال حملته الانتخابية “لا وعود ولا خيبات أمل”.

العالم اليوم، يرى الرئيس الجديد لأوكرانيا ممثلا كوميديا يقود بلدا في أية لحظة قد تنشب فيه الحرب وينتظر ما سيقوم به من تغيير، والأوكرانيون يترقبون نتائج تصويتهم وثقتهم وآمالهم بالشاب الذي أقنعهم عبر فنه وإخلاصه لأدواره التلفزيونية.

فهل سينجح الرئيس زيلينسكي في إخراج أوكرانيا من أزماتها السياسية والاقتصادية، كما نجح في أدواره التمثيلية؟


Categories:   أخبار

Comments