عادل صبري

دخل د. مصطفى محمود محطة بنزين فى أمريكا فى اليوم الذى يسبق الكريسماس فوجد عامل المحطة منهمكا فى وضع أقفال على ثلاجة الخمور،

فسأله:لماذا تضع أقفالا على هذه الثلاجة؟ فأجابه العامل: قوانين الولاية تمنع بيع الخمور فى الكريسماس يوم ميلاد المسيح 

فقال له د. محمود: أليست أمريكا دولة علمانية.. لماذا تتدخل الدولة فى شيء مثل ذلك؟ 

فقال الرجل: الاحترام.. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر فى ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متدينا.. إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء. 

هذه الرواية ذكرها د. مصطفى محمود رحمة الله عليه فى إحدى مقالاته قائلا: ظلت كلمة «الاحترام» تدور فى عقلى لأيام وأيام، فالخمر غير محرم عند كثير من المذاهب المسيحية فى أمريكا.. ولكن المسألة ليست مسألة حلال أو حرام، إنها مسألة احترام، فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام . وليس من الاحترام السكر فى معية ذلك الضيف، فلتسكر ولتعربد فى يوم آخر، أنت حر ولكن فى هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف وستضع الدولة قانونا! 

تذكرت هذا المقال فى أثناء سيرى على كوبرى أكتوبر لأجد غابة من أفيشات المسلسلات التى تم تجهيزها لتغزو الفضائيات فى شهر رمضان.. وتساءلت هل نحن نحترم هذا الشهر الكريم.. ولماذا يتم حشد مسلسلات العنف والجنس والكلمات البذيئة فى هذا الشهر دون غيره ؟! 

* منقول من جريدة الأهرام