Menu

لحظة استبياع

شعر: طارق أحمد مصطفى
.
بافكر ييجى ميت مرة
قبل الحلم ما يشقشق
أسيبه ينور الدنيا
وللا اصبر
واستحمل شوية كمان سواد الليل
*
اسيبه ينور الدنيا
ويفضحنا
يورينا زبالتنا
ويكشف عرى جتتنا
وبركة هم حاصرتنا
ونشعت فى حيطان بيتنا
عملناها بنقط الضعف
اللى صعب نمنعها
وفي الضلمة بنسمعها
نقطة بعدها نقطة
بتنزل تكوى أعصابنا
وتكسرنا
وتكبتنا
تخلى عيوننا عميانه
تسلمنا بكل برود
لأسيادنا اللى سايقانا
وأنا حيران
بافكر ييجى ميت مرة
قبل الحلم ما يشقشق
أسيبه ينور الدنيا
وللا اصبر شوية كمان
على الضلمة اللى ساترانا
*
بافكر ييجى ميت مرة
أسيب الحلم لجموحه
لشقاوته
وتنطيطه
وشخبطته على حالى
أسيبه يلون الدنيا
يزروطها
يليطها
يطلّع لوحه سريالى
أسيبه يطيح
ويجرى بعيد
ويتوغل ف أدغالى
ينعكش فى كراكيبى
يفتّح فى دواليبى
يجيب كل الحاجات ع الأرض
يفردها
ألاقى حاجات نسيتها زمان
تفرّحنى
وبتغيظنى فى نفس الوقت
عشان فاتت على بالى
*
ده حلمى فُضحى من يومه
ما يسترشى
حيفضح كل أسرارى
يفكرنى
يأررنى
ويلعب لى فى أفكارى
ومش عارف
أشد الحبل
وألحق أسحبه تانى
قبل أما يسهّيني
ويغوط ف دهاليزى
ويسرح فى غيطان روحى
ويتدبس فى أرابيزى
أفوّق نفسى م النشوة
وأطس الوش بالمية
وأشرب فنجانين قهوة
واصحصح نفسى م الأحلام
واللا أسيبها تخطفنى
وتنشلنى من الغرَقان
وتفعصنى ف أحضانها
لحد ما انام
*
وفى النومة
بتلقانى كأنى قتيل
مالوش أومه
وأنا عايم ف بحر كبير
تطوح جتتى موجه
فتلقفنى كذا موجه
وسايب نفسى بين الموج
يطوحنى
يمرجحنى
يسيبن اغطس وأئب واعوم
وأطير عالى لفوق جداً
لحد الموج
بعد ما كان جبال عالية
يصير فتافيت
وجسمى يلف برشاقة
كما عفريت
بيرقص ويا جنيه
وأعمل سهم بجناحى
وأخلى الموج جبال تانى
تقولش مناورة جوية
وأول ما ألمس الميه
بمنقارى
تلقانى بقيت درفيل
أشق الموج بحنية
وانط لفوق واتشقلب
يبان القرد فى ملامحى
وأتنطط وأتشعبط
وأوصل فوق
لأعلى فرع فى الشجرة
وألف عليه كما الحية
واشاهد روعة الغابة
أروح فارد جناحى وأطير
*
وفجأة وأنت وسط الحلم
تلاقى حبل أفكارك
بيسحب فيك
ويوصل لك صدى صوته
ينادى عليك
كأنك جوه قعر البير
تخاف تصحى
وبرده تخاف تكمل حلم
تتوه حبه
وتتحير
وتتردد
تفتّح حبه وتغمض
وتلعن حبل أفكارك
وتلعن واقع اختارك
وتستغفر
وتدعك فى عينيك يمكن
تلاقى أى حتة حلم
منسية
تقوم تمشى كما السكران
تطس الوش بالمية
وتشرب قهوة الفوقان
وتتحسر
على جناحك
وزعنفتك
ومنقارك
على نسمة
كانت لساها بتلعبك
على موجك
وأشجارك
*
وفجأة ينط فى دماغك
سؤال مكار
تقول : يا حمار
ومين قال إن ده الواقع
حلمك
هو ده الواقع
حقيقة وحيدة محسوسة
وسط أكوام من الأوهام
يعنى بص م الآخر
واسمعني
لا دى قهوتك
ولا ديا أفكارك
ولا فيه حبل من أصله
أنت أصلاً حلم
فى دماغ الزمن
وفجأة
تلاقى الحبل بيشدك
ويقولك بلاش تخريف
تفوق من شطح أحلامك
تاخدلك شفطة م القهوة
وعينك باصه ع الجرنان
وأدامك طبق جبنه
ونص رغيف
لكن لسه السؤال لساه
عمال بيلف فى دماغك
ومش عايز يبطل زن
تخطى بره باب البيت
تدوس الشمس
ع الراس اللى محنيه
ومن بين كل الشموس فى الكون
نصيبك شمس مطفية
لكن لسه السؤال حايم
عاملك زى شمسية
وحلمك لسه بيلاعبك
وبيحاول يحايل فيك
يجيب رجلك بحنّية
يطرطش من رزازه عليك
يعاكس فيك
بنسماية
ونظرة حب يرمي عليك
أو حتى يسمّعك آية
*
مرة على مرة
تلقاك بتتغير
وييجى ميت مرة
لساك بتتحير
بتحب حلمك نعم
لكن تخاف الألم
تخاف من الإحباط
تهاب شعور الندم
من لحظة الفوقان
على كف رزعك قلم
انك مجرد بشر
من نسل ذات الأرض
محكوم بقوانين الطبيعة الصرف
وسارى عليك
اللى طول عمره بيسرى على غيرك
ما ينقص حرف
*
ولأن صوت جوانا
سامعينه بيتكلم
بيصرخ
أوعى تستسلم
أنا حلمك
مصحصح لك وعمرى ما انام
أنا مارد
وقوتي لا نهائية
وأنت حابسنى فى القمقم
ومهما أنتا رميت طوبتى
أنا حافضل أزن عليك
ومش حيأس
رسايلى ف كل شىء حواليك
وحانشر لك جواسيسى
فى كل مكان
*
ولأننا
بنتصنّت على الحلم اللى جوانا
وبنقرا الرسايل
وبنلمح الجواسيس
وبنصدق
فتلقانا بنتغير
بنفك جدايل حبل عاقدينه
بمخاوفنا
وهواجسنا
ونتحرر
ونتحرر
نقول مش فارقه ويانا
ما هى خربانه خربانه
ده كتر اليأس قوانا
وهى موته وللا أكتر

Categories:   أدب ونقد

Comments