Menu

أدخلن الحب بأمومتكن

بقلم : نيرة عبد الهادي

ثم يأتيك أحدهم ليضيء روحك بعد عمر قضيته في الظلام ؛ ‏فتتسائل ،أي شمعة تلك التي لا تطفئها رياح الحياة ،و أي إجتياح يضيء كل خلجاتنا دون مقابل!!
لقد كنت علي إستعداد لأظل تلك المرأة التي تكتب عن الحب وهي بعيدة عنه ،أن أتغنج علي ضفاف قلوب جميع الرجال دون أن أغرم بأحدهم :
كثيرا ما كانت تقلقني أحاديث صديقاتي عن خيباتهن في رجالهن ، كنت أشعر بصرخات كلمات الحب الأخيرة وهي تنتحر في حناجرهن بأيدي من أحببن ،كنت أستغرب من استسلالمهن للأمر ، كنت ألومهن ، أوبخهن ،أخبرهن كيف تضعن كل ذلك الحب في رجل !؟
أتذكر ذات يوم أعطيت إحداهن كتاب ،و أخبرتها ستجدين فيه الملاذ والحب دون خيبة وخذلان ،لم تفهم ما أعنيه حينها و لذلك فهي لم تقرأ حتي مقدمة الكتاب والتي ربما أطاحت بكل هدوء الكاتب ليكتبها بتلك البراعة .

حتي أحببت وامتلأت كل جيناتي بالحب حد لمعة عيناي ، ودخلت الحب بأمومتي لا بعاطفتي ، فلطالما كنت أماً لأبي ، فحين تدخل المرأة الحب من باب الأمومة لن تتبرأ من حبيبها ، و هنا سيرها الرجل وطناً يعود له مهما طالت هجرته ونفيه .. سيعود و إن حظي بألف جنسية أخرى ، سيعود وإن كسرته الغربة وأطاحت بقوته ، فجميعنا نعرف كيف يكون الوطن للمغترب ،و الإغتراب هنا ليس سوى تعبير مجازي عن الاحتواء الذي يجمع بين الوطن وشعبه ،فالمراة هي الوطن وحبيبها كل شعبه ،الأمر بينهما تعدي فكرة الحب وأصبح إنتماء طبيعي لحقيقة وجودهما معاً.

Categories:   أدب ونقد

Comments