التثقيف والتدريب .. ضرورة حتمية
بقلم : د/ محمد مدحت
نتفق فى البداية على أن المفاهيم والمصطلحات فى العلوم الانسانية والاجتماعية تتعدد وتختلف باختلاف الرؤى والايديولوجيات التى ينطلق منها واضع المفهوم لذلك ليس هناك تعريف جامع مانع لمفهومات كثيرة ومنها الثقافة .
ولكن نتفق على أن ثمة فارق كبير بين التعليم والثقافة . فالتعليم والتلقين والقراءة واكتساب المعارف شئ والثقافة التى يعتبر التعليم احد مكوناتها ذات مجال ارحب وتنويعات اكثر فهى كل مركب يشمل العلوم والمعارف والآراء والاتجاهات والقيم والمعتقدات والعادات والتقاليد التى يكتسبها الفرد بوصفه عضو فى المجتمع .
وتلعب الثقافة دوراً جوهرياً في بناء الانسان وتطوير المجتمع وتقدمه وبلورة الوعي الانساني ، خصوصا ًالثقافة ذات الطابع والمضمون الوطني الديمقراطي والحضاري الموجه ، التي تعزز الشعور بالحرية والديمقراطية والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية وتسهم في تغيير العقلية التقليدية وتحمى الابداع والابتكار .
ولعل التدريب أحد اهم العمليات التى تتعلق بالثقافة المعنوية التى تتمثل فى تغيير الافكار والآراء لتحسين الاداء وتطوير السلوك . فالتدريب الناجح هو من يسعى لتعديل السلوك والتوجهات المتعلقة بأداء الافراد لزيادة فاعلية الافراد ونجاح المؤسسات والاعمال .
والتدريب له أهمية كبيرة في العصر الذي نعيش فيه. إن التطور التكنولوجي والعلمي بات سريعاً بحيث أننا باستمرار بحاجة لتعلم مهارات وعلوم جديدة . انظر إلى التطور في العلوم الإدارية وتأثير العولمة على مفاهيم الإدارة.
كما أن التدريب ليس مرتبطا فقط بالعلوم والمعارف والتقنيات الحديثة ولكن التدريب له أسباب أخرى. من أهم هذه الأسباب تقوية نقاط الضعف لدينا أو لدى العاملين في المؤسسة والتي تقل من كفاءتهم لأداء أعمالهم. فالكثير منا عندما يبدأ حياته العملية يكتشف أنه لا علم له بكتابة تقارير العمل ولا بتنظيم الاجتماعات ولا بقوانين العمل ولا بأساليب تحليل المشاكل. لذلك فإن هناك الكثير من نقاط الضعف التي نحتاج لتقويتها بالتدريب.
لذلك نجد أن ثقافة اي مجتمع تحدد اسلوب الحياة فيه سواء من ناحية وسائل الانتاج والتعامل والانظمة السياسية والاجتماعية او من ناحية الافكار والقيم والعادات والتقاليد وآداب السلوك وغير ذلك .
وأمام ما يتعرض له المجتمع من تحديات ثقافية وتربوية واجتماعية واقتصادية وسياسية واجمالا يمكن القول أن التحولات الشاملة والجذرية فى البنى الاجتماعية والعلاقات التنظيمية والوظيفية يمكن القول ان التدريب والتثقيف أصبح ضرورة حتمية ليستطيع الافراد مسايرة المتغيرات ومواكبة التحولات التى كادت ان تعصف به فى عصر المعلوماتية وتقنيات الاتصالات والمعارف الرقمية التى تتطلب تزويدنا بالعديد من المهارات والخبرات الجديدة التى على الفرد ضرورة اكتسابها من التدريب والتنويعات الثقافية والاطلاع .
Categories: تثقيف عمالى