Menu

ثورة العقل .. و دور النخبة

بقلم : مي عزام

تسع سنوات مضت على ثورة يناير ، لكن مسيرة التغيير لم تبدأ بعد فى مصر، لماذا ؟ ؛ ما الذى يجعلنا نسير منذ عقود طويلة فى دائرة جهنمية لا نستطيع أن نخرج منها؟ يطول السفر ، ثم نجد أنفسنا فى النهاية عند نقطة البداية، نواجه دائما إختيار السيئ و الأسوأ، فنكتفى باختيار السيئ، لأننا عاجزون عن إيجاد تصور لاختيار ثالث، لا هو إنصياع للسلطة ولا هو خروج عليها.

طريق طويل وشاق ، كُتب علينا، بدايته الآن ليست مظاهرات أو خروجاً للميادين للتعبير عن عدم ارتياحنا لما يحدث، ثورة الشارع أنتهت ، وعلينا أن نبدأ ثورة العقول ، وكما أستطعنا أن نستبعد رئيسين ، فنحن قادرون على تغيير أسلوب الحكم والمشاركة فى وضع أسس بناء دولة مؤسسات حقيقية ، ولا نرضى بإستمرار الحياة وسط أشلاء دولة.

علينا أن نحرص على المشاركة فى تأسيس دولة نكون فيها سواسية أمام القانون دون تمييز ، دولة تحارب الفساد وتستطيع إقتلاع جذوره ، تعمل وفق منظومة واضحة وبمؤسسات جادة، بمعايير محددة تتمتع بالشفافية والنزاهة. هل هناك سبيل لذلك ؟ وقد تفرقنا شِيَعاً ، ولا أحد يعوّل كثيراً على البرلمان الحالى ودوره فى التشريع والرقابة الجادة..؟

ميدان التحرير ، الذى كان يسع الجميع، ضاق على المستقبل ، نحتاج لتصور آخر يجمعنا ، النخبة المثقفة والواعية التى شاركت فى الثورة عليها أن تؤمن بأن دورها الحقيقى لم يبدأ بعد تجاه هذا الوطن ، يجب أن نفكر جميعاً فى كيفية تطوير أدواتنا ليصبح لنا صوت مسموع وقدرة على التأثير على صانع القرار .. ويجب ألا يُفقدنا عناد النظام ثقتنا فى التغيير. الرهان على السلطة دائما مُخيِّب للآمال ، يجب أن تتأكد أن مَن فى السلطة ليس أفضل منك ، وربما أنت فى وضع أفضل منه ، فليس لديك الضغوط التى عليه، والمواءمات التى تستنفد قدرته على التفكير الحر المستقل دون تبعية أو حسابات.

* من مقال قديم عن ثورة يناير.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments