Menu

الاتحادات النقابية الدولية بين الوهم والحقيقة

الاتحادات النقابية الدولية بين الوهم والحقيقة

بقلم: مصطفى رستم (مدير إدارة العلاقات الدولية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر سابقاً)

يكثر الحديث كل فترة حول الاتحادات المهنية الدولية التابعة للاتحاد الدولى للنقابات، وعن جدوى الانضمام إليها. وحتى نفهم الأمر نحتاج لتناول لمحة تاريخية عن هذه الاتحادات، وعلاقة النقابات المصرية بها.
حتى أوائل التسعينيات كان هناك عزوف عن انضمام النقابات المصرية إلى الاتحاد الدولى للنقابات ومؤسساته، وكانت نقابة الاتصالات هي النقابة الوحيدة – برئاسة المرحوم الأستاذ/ محمد خيرى هاشم – التي تستفيد من أنشطة الاتحاد الدولى للاتصالات والمعروفة حينئذ باسم PTTI . وكانت أحد الأنشطة الأساسية لهذا الاتحاد هو استقبال وفد لا يقل عن ١٠ أفراد كل عام يشمل النقابيين وعدد من قطاع الإدارة فى الشركة المصرية للاتصالات وكان الهدف الأساسى هو نشر الفكر النقابى ليس فى مجال النقابات فقط ولكن أيضاً على مستوى الإدارة. وتوالت بعد ذلك الطلبات من النقابات المصرية للانضمام إلى الاتحادات المهنية المختلفة تطلب فيه الانضمام إلى الاتحادات المهنية.
وأما عن مفهوم الاتحادات الدولية، فنجد أن الاتحاد الدولى للنقابات يعرف نفسه أنه منظمة دولية أنشئت للدفاع عن حقوق العمال، وهدفه الأساسى هو حماية عمال العالم فى التواصل وحماية مصالحهم.
ونترك هذا الاتحاد جانباً ونتحدث عن ما يطلق عليه (GUFs) أو الاتحادات الدولية القطاعية أو المهنية. وهي اتحاد دولية أنشئت خصيصاً للتنسيق بين النقابات المهنية بكل قطاع أو تخصص، ومنها الاتحادات التالية:
– الاتحاد الدولى للبناء وهو التنظيم النقابى الدولى الذى يربط بين العاملين فى قطاع البناء والأخشاب والغابات والصناعات المماثلة ويمتلك هذا الاتحاد 317 نقابة عضو فى أفريقيا و77 نقابة عضو فى الشرق الأوسط و75 فى أسيا و113 فى أوربا و7 فى شمال أمريكا و44 فى أمريكا اللاتينية والكاريبى.
– الاتحاد الدولى للتعليم هذا الاتحاد من الاتحادات القوية التى تنظم العاملين فى قطاع التعليم ويبلغ عدد المشاركين فيه 30 مليون عضو فى 171 دولة من خلال 394 منظمة.
– الاتحاد الدولى للفنانين وهو اتحاد يمثل قطاعاً عريضاً كما تعلمون .
– الاتحاد الدولى للصحفيين الذى أنشئ لأول مرة عام 1926 ثم تم إعادة إحياؤه عام 1952 بغية الدفاع عن الصحفيين حيث يقع تحت لواءه 550 ألف صحفى يمثلون 150 منظمة نقابية فى 119 دولة.
– الاتحاد الدولى المعروف ب Industrial وهو منوط به تنظيم العمال فى قطاعات مختلفة بعد الاندماجات التى حدثت فهو يمتلك عضوية تصل إلى 50 مليون عامل فى 140 دولة تغطى قطاعات المناجم والطاقة والنسيج.
– الاتحاد الدولى للنقل وهو اتحاد دولى ينظم العاملين فى قطاعات النقل البرى والبحرى والجوى والسكك الحديدية وله دور عابر للقارات بمعنى إنه وفقاً للاتفاقيات الدولية ينشئ مكاتب تفتيش لحماية البحارة حتى يستطيع التغلب على مشاكل تهم العاملين فى هذا القطاع الهام بل وفى حالة وصول شكوى بإضراب فى عرض البحر فى أى مكان فإنه يخطر القائمين بالتحرك الفورى وتجدر الإشارة إنهم أسسوا مكتب فى مصر فى بورسعيد لتنفيذ ذلك.
– الاتحاد الدولى للنقابات وهو اتحاد ينظم العاملين فى اتحادات عمالية بمعنى أن الاشتراك فى هذا الاتحاد يتطلب اشتراك اتحاد عمالي .
– الاتحاد الدولى لعمال السياحة والفنادق والزراعة والتبغ والأغذية والنقابات المتحاله وهو اتحاد يبلغ عضويته
– الاتحاد الدولى للخدمات وهو من أكبر الاتحادات القطاعية لأنه ينظم العاملين فى الحكومة والذين يعملون فى الحكومة ويعملون فى مجال التعليم والصحافة والشركات متعددة الجنسيات والإدارة المحلية والمياه والصرف الصحى ، ويغطى قطاعاً كبيرا ً من خلال تجميع 20 مليون عامل يمثلون 669 نقابة فى 154 دولة حول أرجاء المعمورة.
– اللجنة النقابية الاستشارية لدى منظمة التعاون والتنمية وهى لجنة عملها الأساس هو ضبط العلاقة بين الدول الصناعية جمعاء كمنظمة دولية أسست 1948 للقضاء على أى صراع قبل حدوثه، وتعد الغالبية العظمى من أعضاء هذه الهيئة أعضاء أيضاً فى الاتحاد الدولى للنقابات وهى لديها أعضاء يمثلون 58 اتحاد عمالى فى الدول الصناعية الكبرى يمثلون 30 دولة صناعية كبرى.
– اتحاد UNI وهو اتحاد دولى يبلغ عدد أعضائه 20 مليون عضو فى 900 نقابة حول العالم يمثلون القطاعات النقابية المختلفة .
تلك هي الخريطة الدولية للاتحادات القطاعية التابعة للاتحاد الدولى للنقابات وتكمن أهميتها فى أنها تسيطر بشكل شبه تام على الحركة العمالية الدولية، وتقوم بتقديم الدعم وتنفيذ دورات تدريبية متقدمة لأعضاءها.

Categories:   أعمدة الرأى, تثقيف عمالى, ثقافة و فنون

Comments