Menu

دور التدريب في رفع الوعى للعمال والحفاظ على حياتهم

بقلم : محمد شتلة*

إذا كنا هنا بصدد الحديث عن منظومة العمل والإنتاج وأهمية الإلتزام بتطبيق معايير السلامة والصحة المهنية؛ فإننا هنا معنيون في المقام الأول بأحد أطراف العملية الإنتاجية ألا وهو العامل وكيفية الحفاظ على سلامته وصحته؛ من مسببات الحوادث والأمراض ثم يأتي بعد ذلك الحفاظ على الممتلكات والبيئة؛ وهذا الأمر لا يتأتي إلا من خلال رفع الوعي وتدريب العاملين مستخدمين في ذلك عدد من الوسائل التي يهدف التدريب إلى نشرها لبناء وتشكيل فكر و وجدان العاملين لتعزيز ثقافة السلامة والصحة المهنية وتتمثل هذه الوسائل في :
1_ اللوائح : أي الإرشادات الالزامية مثل ظروف العمل العامة والتصميم والبناء والصيانة والتفتيش والتدريب والإشراف الطبي والفحوص الطبية .
2_ المعايرة : أي وضع معايير تتعلق بالطريقة المرجوة لممارسات السلامة والصحة المهنية وأدوات الوقاية الشخصية .
3_ التفتيش : أي العمل على تنفيذ اللوائح الالزامية .
4_ البحوث التقنية : أي استقصاء خصائص وسمات المواد الضارة وطرق منع انبعاث الغازات والاتربة أو دراسة واقيات الأمان في الآلات .
5_ البحوث الطبية : تتضمن استقصاء الآثار المرضية لعوامل البيئة والتكنولوجيا والظروف المادية التي أدت الى وقوع الحوادث .
6_ البحوث النفسية : معرفة الأنماط السلوكية المؤدية إلى وقوع الحوادث .
7_ البحوث الاحصائية : تحليل للحوادث والاصابات التي تقع للوقوف على أسبابها ومصادرها وعدد الاصابات بالمقارنة بساعات العمل .
8_التعليم : يتضمن تدريس السلامة والصحة المهنية كأحد موضوعات كليات الهندسة والمدارس .
9_ التدريب : أي الارشادات العملية عن الأمور المتعلقة بالسلامة .
10_ الإقناع : أي إستخدام طرق متنوعة للدعاية والدعوة الى تنمية ورفع الإحساس بأهمية السلامة والصحة المهنية
11_ التأمين : أي توفير حوافز مادية لتعزيز الوقاية من الحوادث
12_ تدابير السلامة : تختلف حسب كل منشأة وللتدريب دور فاعل في التأكيد على أهمية الأخذ بتدابير السلامة اللازمة لتحقيق جميع البنود سالفة الذكر ويتضح من كل تلك الوسائل ان الوقاية من الحوادث تتطلب تعاونا مشتركا من الجميع فالسلامة مسؤولية جمعية تشمل المشرعين والمسؤولين التنفيذيين وأصحاب أعمال والعاملين.

تعتمد منظومة التدريب ورفع الوعي بالسلامة والصحة المهنية على عدة أنواع من التدابير التثقيفية هي : الدعاية والتثقيف والتدريب؛ فالدعاية تسعى إلى الإقناع، بينما يسعى التثقيف إلى التزويد بالمعلومات، في حين يسعى التدريب إلى التزويد بالمهارات إلا أنه لا يوجد حد فاصل بينهم حيث أنهم كلهم لهم قيمة تعليمية .
فنجد مثلاً أهمية كبيرة للملصقات والدعاية التي تساعد في النهوض بالسلامة بشكل مختلف وكذلك الأفلام والشرائح المصورة كما يمكن استخدام التليفزيون في التثقيف المتعلق بالسلامة .
وكذلك يمكن رفع الوعي من خلال الاحاديث والمحاضرات والمؤتمرات والتي تتميز بأنها تتيح الفرصة للإتصال المباشر بين المتحدث والمتلقين، كما توجد المسابقات والتي تنظم بين عدة مصانع ذات نشاط واحد هذا بخلاف المعارض والتي تعد احدى وسائل تعريف العمال بشكل واقعي بالمخطار التي تحيط بهم ووسائل الحد منها كما يتم رفع الوعي بالسلامة من خلال مطبوعات السلامة من منشورات ومجلات السلامة والكتيبات وتقارير التفتيش العمالي واستمارة البيانات .
وتساهم حملات وندوات ومبادرات السلامة ، بدورٍ كبير في رفع الوعي وانتشار عقد ما يعرف بأيام و أسابيع السلامة والصحة المهنية .
لذا يجب علينا أن نشير من خلال عملنا في حقل التدريب؛ أن السلامة والصحة المهنية لا تتوقف عند بوابات المصانع والمنشآت غير الصناعية كما كان يعتقد الكثيرون، فمن الخطأ أن نركز على تحسين بيئة العمل على حساب البيئة المعيشية ورفاهية العامل واحتياجاته المعرفية؛ وأخيراً وليس آخراً ونحن على مشارف جمهورية جديدة تحتاج من الجميع اعلاء قيمة وقدر العامل المصرى والاهتمام به نثمن عالياً ما تقوم به السلطة التنفيذية الحالية لاسيما وزارة القوى العاملة فيما تتخذه من خطوات حثيثة لتصحيح مسار التدريب وآلياته وتحسين جودة برامجه وتوحيد الجهود بالجهات التدريبية المعتمدة والتى نأمل الالتزام بتفعيل وتنفيذ ما أصدره سعادة الوزير “حسن شحاته” مؤخراً فى هذا الشأن، كما أأمل أن يتم فتح باب الشراكة العربية والتعاون فى مجال السلامة والصحة المهنية نحو تحقيق مجتمع عربي آمن.

* مهندس/ محمد السيد الصاوي شتلة

المدرب بالمؤسسة الثقافية العمالية-
معهد السلامة والصحة المهنية المركز الرئيسي بالقاهرة.
– خبير بالمعهد العربي لعلوم السلامة المهنية AISS والممثل الرسمي له بمصر.

Categories:   أخبار, السلامة و الصحة المهنية, المؤسسة الثقافية العمالية, المدرب المحترف, تثقيف عمالى, ضمان الجودة والأعتماد, عن المؤسسة الثقافية العمالية, كلمة و مقال

Comments