محمد الليثي رائد الصحافة العمالية
محمد الليثي رائد الصحافة العمالية
بقلم : إيناس محمد حسن
بينما نحن في خضم دورة نقابية عمالية جديدة سوف تمتد وتستمر لأربع سنوات؛ وما شهدته من انضمام العديد من الوجوه الشابة الجديدة للعمل النقابي ، فيبرز الإحتياج _ بين الحين والآخر _ لإستدعاء وإحياء مبادئ الفكر العمالي النقابي وتاريخه الحافل.
لقد ساهمت الصحافه العمالية بشكلٍ أساسي في إرساء تلك المبادئ ،كما كان لها الدور الفعال في تعريف الرأي العام بماهية العمل النقابي وأهم قضايا ومشكلات الطبقة العاملة ، وكانت في كثير من الأوقات الوسيلة التي حركت ونبهت وشكلت الوعي العمالي تجاه العديد من القضايا وشحذت الهمم في أوقات مجابهة الاحتلال و بناء الوطن.
واليوم.. نتحدث عن رائد الصحافة العمالية الكاتب الصحفي “محمد الليثي” والذي أُطلق عليه أيضاً “محامي العمال” ؛ حيث يعد الليثي واحداً من الذين أفنوا أعمارهم في الدفاع عن العمال وتبني وجهات نظرهم العادلة ، فلقد تخرج “الليثي” من جامعة الأزهر ثم عمل محرراً بجريدة الأخبار وتدرج حتي أصبح رئيساً لقسم العمال بالجريدة .
كافح الليثي طويلاً حتي أفردت الصحف اليومية المساحات الكافية للقضايا العمالية و أهتمت بأخبار العمال ومشاكلهم، بعد أن كانت أخبارهم لا ترقى إلي أهمية أخبار نجوم الكرة والأخبار الفنية .
ونقلاً عن مقال للأستاذ “أحمد حرك” و الذي كتبه في رثاء الليثي :
(محمد الليثي أول صحفي عمالي لا يكتب في المؤتمرات بل إن ذاكرته ريكودر …يسجل كل ما يدور بدقة وينشره في اليوم التالي)
ثم أستطرد : (الليثي كان بالنسبة للصحفيين العماليين رائداً وصديقاً وزميلاً نلجأ له في كل الأمور …. فنجد عنده الرأي الصائب. “
لقد ساهم الليثي في تأسيس” جريدة العمال” كما تتلمذ علي يديه جيلاً كاملاً من الصحفيين العماليين؛ وطوال ٢٥ عاماً دافع بقلمه ومقالاته عن قضايا العمال حيث كان معبراً عن وجهات نظرهم لذا أستحق عن جدارة لقب “محامي العمال الأول في الصحافة المصرية” .
عاش الليثي حياته مخلصاً مدافعاً عن العمال؛ و جاءت وفاته لتحمل دلالة رمزية تماهت مع قضية حياته، حيث توفي في الأول من مايو عام ١٩٧٤ لتقترن ذكراه كل عام مع احتفالات العمال بعيدهم .
و استمراراً لعطاء الصحافة العمالية، وانطلاقاً من دروها البارز في التوعية والتثقيف سوف نوالي أسبوعياً إعادة لنشر بعض مقالات الصحفي العمالي “محمد الليثي” من عموده الثابت بجريدة الأخبار في مجلة الثقافة العمالية..
رحم الله الليثي
رائد الصحافة العمالية .
Categories: أعمدة الرأى, تثقيف عمالى