– حوار أجراه / محمد الصيرفي ،،،

في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة بين الإتحاد العام لنقابات عمال مصر و بين الإتحاد العام لعمال السودان ، تجئ الزيارات المتبادلة فيما بينهما لكي ترسخ قيم التعاون و التكامل التاريخي بين البلدين الشقيقين.
و من هذا المنطلق جاء لقاءنا بالدكتور (سر الختم الأمين عبد القادر) – الأمين العام لإتحاد عمال السودان & الأمين العام للإتحاد العربي للعاملين في مجال الصحة.

.. .. فإلى تفاصيل الحوار .. ،، ..

°° في البداية نرحب بكم في وطنكم مصر ،،،
← و نحن نشكر لكم حسن الضيافة و حفاوة الاستقبال .. ،،

س / تمر السودان الشقيقة بظروف إقتصادية إستثنائية .. فما هو دور الإتحاد السوداني في مواجهة ذلك ؟
ج : إن الإتحاد العام لنقابات عمال السودان هو الممثل الشرعي للعمال و بكل فئاتهم و يهمنا للغاية تأمين حقوق العمال والذي يؤدي حتماً لإستقرار منظومة العمل و من ثم إستقرار المجتمع.

س / لقد آليت علي نفسك منذ عام كامل الإضطلاع بدور فعال لزيادة أجور العمال و ذكرت أن العمال يتحملون عبئاً كبيراً بإعتبارهم من محدودي الدخل .. ، فما أهم إنجازات ذاك العام المنصرم ؟!!
ج : في ظل ظروف إقتصادية إستثنائية وقع الأثر الأكبر علي العمال باعتبارهم من محدودي الدخل ، و في هذا الإطار قام الإتحاد العام بدور حيوي تجاه تحسين منظومة الأجور مع القطاعين العام و الخاص ، و بعد جولات طويلة و متعددة مع القيادة السياسية بالبلاد من رئيس الوزراء و مروراً بوزير المالية وصولاً لكل الأطراف المعنية تمكنا من تحقيق زيادة معتبرة لأجور العاملين بالدولة من خلال إزالة مفارقات الأجور بين فئات الموظفين و العمال المختلفة بمعني وجود أجر واحد للعمل المتساوي.
س / هل تم ذلك لكافة القطاعات ؟ و ما حجم الزيادة تقريبا ؟
ج : لقد حققنا هذه الزيادة للعاملين بالقطاع العام أولا، و قد وصلت لنسبة 100% لبعض الفئات ، أما بالنسبة للقطاع الخاص فبقد أدرنا معهم جولات من النقاش و أتفقنا بالفعل علي تقرير زيادات معتبرة لن تقل عن زيادات القطاع العام و ربما ستزيد.

°° للحق هذا إنجاز مشكور .. ،،
← هذا لا نشكر عليه ، فهذا دورنا و واجبنا بإعتبارنا في خدمة الأمة.
س / هل انتم بصدد توقيع هذا الاتفاق ؟
ج : بالفعل ، علاقتنا مع أصحاب الأعمال تسودها المودة و الإحترام المتبادل باعتبارهم بمثابة الشريك الإجتماعي لنا في تحقيق صالح العمال و إزدهار منظومة العمل في الوقت نفسه.
س / وهل لاقيتم صعوبات لتحقيق ذلك ؟
ج : لدينا في السودان مجلس أعلي للأجور يجتمع لوضع الشكل العام للأجور سنوياً و زيادتها بشكل دوري و توصياته ملزمة من حيث المبدأ ، و نحن في حالة تفاهم و تعاون كامل معه و مع أصحاب الأعمال و كذلك مع القطاع العام.
س / ما حجم الإستثمار الأجنبي و دوره ؟
ج : في ظل الحصار الأمريكي الذي ظل مفروضاً لسنوات علي الإقتصاد السوداني فإن الإستثمارات تتقدم حيناً و تتأخر حيناً ، لكنها جيدة جداً في بعض المجالات، و إن كنا نطمح من خلال ما تقوم به الدولة حالياً من علاقات دبلوماسية متطورة و لجان عليا مشتركة بين السودان و الولايات المتحدة أن تحدث انفراجات كبري قريبا .. ،
فالتطور السياسي و المبادأة من النظام السوداني سيصب في صالح الاقتصاد و سوف يستفيد منه العامل السوداني
← و أحب أن اضيف :
أن مصر تلعب دوراً محورياً في تحقيق كل خير للسودان ، و تقدم الدعم المشكور في كافة المجالات.
°° هذا دور الأخ تجاه أخيه ، و واجب تفرضه وحدة المصير بين الأشقاء .. ،،
← أجل .. فذلك مؤكد ، فالسودان هي العمق الإستراتيجي و التاريخي لمصر ، و كذلك هي مصر بالنسبة للسودان.

س / أسمح لنا أن نسألك عن حدث الساعة , حيث أدت الظروف الإقتصادية لحالة من الحراك في الشارع السوداني .. ،، ..
.. فما موقفكم تجاه ذلك؟
ج : إن حرية التعبير و الرأي مشروعة في حد ذاتها ، بل و مسموح بها بنص الدستور السوداني، و لكن وفق محددات وطنية و قانونية ، فلابد أن تكون محكومة بنصوص القانون و إعلاء الصالح العام ، و أن تكون داخل إطار رفض إجراءات إقتصادية محددة ، لكن .. ربما تكون قد أنحرفت عن مسارها الآن لذا جاء تدخل السيد الرئيس لكي يُعيد الأمور الي نصابها الصحيح
س / قام الرئيس البشير بإتخاذ إجراءات و قرارات جذرية خلال الأيام الفائتة لتحقيق التوافق الوطني ..
فما موقفكم تجاه هذه القرارات؟
ج : إن الإتحاد العام يبارك هذه الإجراءات التي جاءت لتحقيق مصلحة البلاد العليا، و نحن من واقع كوننا فصيل متقدم من فصائل الشعب السوداني حيث نمثل ما يزيد عن 1.5 مليون مشترك و أضعاف هذا الرقم من المواطنين المنخرطين في العمل ، نؤيد تلك الإجراءات التي جاءت لتحقيق التوافق الوطني و توجيه كل الإمكانيات نحو الإنتاج ، و أنا أعتقد أنها حملت الكثير من الإيجابيات و ستؤدي للإستقرار السياسي و الإقتصادي و من هذا المنطلق جاءت مباركتنا.

س / ما دور المؤسسات التابعة لإتحاد نقابات عمال السودان ؟!
ج : بالفعل لدينا مؤسسات تنهض بدور وطني حيوي ، و من أهمها :
“بنك العمال الوطني السوداني” و الذي يُعد واحداً من أفضل خمسة بنوك عاملة بالسودان من أصل 37 بنك تقريباً ، و لدينا أيضاً شركة للتنمية و التجارة ، و لدينا كذلك ” الشركة العمالية للتمويل الأصغر” و التي تضطلع بدور فعال لدعم العمال
← و نحن نسعى من خلال تلك المؤسسات إلى تجسير الفجوة بين دخل العاملين و بين إحتياجاتهم الحياتية.
س / علمنا أن الإتحاد السوداني قد أعلن أن عام 2019 هو عام التدريب و التثقيف؟
ج : بالفعل ، لقد جاء ذلك إيمانا منا بأهمية و ضرورة التدريب للعمال ، فقمنا بتوقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة منها إتفاقية مع وزارة التنمية البشرية السودانية من أجل نشر الفكر و الوعي التدريبي بين العمال ، و كذلك تستمر شراكتنا مع المركز القومي للتدريب و الجامعات المختلفة في السودان.

س / و ماذا عن الدور المصري في التدريب؟
ج : حتماً ستكون مصر هي قبلتنا الأولي باعتبارها السباقة دوماً في مجالي التدريب و التثقيف ، و نحن بالفعل لدينا إتفاقيات تعاون مشترك فيما بيننا و بين الاتحاد العام المصري و كذلك بيننا وبين المؤسسة الثقافية العمالية ، وبفضل الله تعالى شهدت السنوات الماضية عملاً دؤوباً و تعاوناً مثمراً مع أشقائنا في الإتحاد و مع المؤسسة الثقافية العمالية و التي تُعد الجناح التثقيفي الريادي في الوطن العربي بأكمله ، لكننا نتطلع لما هو أوسع .
س / هل تلاقون أي صعوبات أو معوقات داخل المؤسسة الثقافية العمالية؟!
ج : أولا .. أحب أن أؤكد عدم وجود ثمة عقبات أو معوقات بيننا و بين أشقائنا في الإتحاد العام أو في المؤسسة أو في المعاهد التثقيفية المختلفة ، فنحن لدينا علاقات قوية وراسخة ، و أعتقد أن هذه العلاقات تتطور للأمام يوما بعد يوم .. بل و أؤكد أننا نلقي كل دعم و ترحيب من أشقائنا.
ثانيا .. إن علاقتنا بالإتحاد العام و المؤسسات التابعة له هي علاقات أخوية و متطورة دوماً ، و نحن بصدد تنفيذ المزيد من إتفاقيات التعاون المشترك.

س / تقوم المؤسسة الثقافية العمالية الآن بتطوير العمل في مجالات السلامة و الصحة المهنية لكي يواكب المستحدثات العالمية.. فهل من تعاون منشود ؟!!
ج : لقد وقعت منذ أيام قراراً بتكوين مجلس السلامة و الصحة المهنية التابع للإتحاد العام السوداني و الذي سيبدأ عمله الفعلي خلال الأسبوع القادم ..
و ← بالتأكيد ستكون مصر و إتحاد عمالها أهم الجهات التي سنعمل علي الإستفادة من خبراتها و تجربتها الرائدة في هذا المجال.