Menu

الجامعة العمالية بين شقى رحىّ أما التطوير أو الإغلاق (1-2)

تحقيق :  محمد الصيرفى  –  بسنت منجى

لقد أنشئت الجامعة العمالية منذ ربع قرن تقريباً ،وقد شهدت مسيرتها نجاحات فائقة حيث جمعت بين تقديم تعليم عالى متخصص ومتميز وبين التكلفة المنخفضة نسبياً بما يتلائم مع أبناء الطبقة العاملة ، وتنامت الانجازات حتى باتت الجامعة العمالية كياناً راسخاً وتم افتتاح العديد من الفروع حتى بلغت 11 فرعاً.

إن للجامعة العمالية تاريخ عريق ودور فعال حيث قامت بتخريج مئات الألاف من الأيدى العاملة المتميزة لسوق العمل فى مصر والوطن العربي … فلقد بدأت الجامعة العمالية فى استقبال طلاب الثانوية العامة والدبلومات الفنية منذ ما يزيد عن العشرين عاماً عبر مكتب التنسيق الحكومى بعد ان صدرت القرارات الوزارية بأحقيتها فى منح درجتى الدبلوم والبكالوريوس والتى تمت معادلتها بقرار من المجلس الأعلى للجامعات.

وللحق أنها قدمت خلال هذه المسيرة خدمة تعليمية وأكاديمية متميزة من حيث المحتوى العلمى المعتمد وكذلك من حيث التدريب العملى والفعلى للطلاب داخل الورش والمعامل التابع لها … كما انفردت الجامعة العمالية فى تخريج أيدى عاملة بتخصص متفرد من نوعه يتعطش سوق العمل اليه… وهو تخصص “رقابة الجودة ” والذى تتلقفه المصانع  لتفرده واحتياج العمل له.

– ورغم كل ماسبق..، فان الجامعة العمالية ترزخ الآن تحت وطأة أزمة تكاد أن تعصف بها ،ولكن للحق فان ا

أزمتها تعكس جانباً من ازمة كبرى تحيط بالتعليم الجامعى فى مصر.

لقد بدأت الأزمة خافتة منذ حوالى سبع سنوات وتمثلت فى ملاحظات وتقارير من وزارة التعليم العالى ، صارت ضجيجاً صاخباً فى منتصف عام 2015 حينما قادت وزيرة القوى العاملة وقتذاك حملة لمنح الجامعة من استقبال طلاب جدد تمهيداً لأغلاقها ، وتم استصدار قرار من رئيس الوزراء بتشكيل لجنة مكونة من ستة وزراء خلصت الى الإستجابة لرغبة معالى الوزيرة و ذلك ما تبين من محضر إجتماع اللجنة و الذي حصلنا على نسخة منه … ولكن

جائت الإرادة الجمعية الصلبة للجامعة العمالية بموظفيها وطلابها و إدارتها العليا فتصدت لذلك المخطط و أحبطته تماماً..
وقد يأتى يوم قريب لإعادة نشر هذه الصفحات من تاريخ الجامعة العمالية ، وكيف استشعر الجميع بوجود نية مبيتة تهدف لأقصائها من سباق الجامعات الخاصة الذى اشتعل خلال العقد الماضى ثم جرت أحداث كثيرة خلال السنوات الثلاث السابقة كان اهمها مطالبات من المجلس الأعلى للجامعات بضرورة التطوير حتى انتهى الأمر بصدور قرار قبيل بداية العام الدراسي الحالى باقتصار الجامعة على المرحلة الأولى فقط ومنع الطلاب من استكمال دراستهم داخلها.. ولقد قوبل هذا القرار برفض غاضب من الطلاب ومن الإدارة على حد سواء.

وسط هذا الوضع المتلبس كان لزاماً علينا التوجه الى الجامعة ومعاينة الوضع العام داخلها حيث لاحظنا حالة من الانتظام الدراسي الواضح فالطلاب داخل مدرجاتهم يتلقون المحاضرات وكذلك وجدنا انتظاماً فى تأدية بعض الطلاب امتحانات التخلف الخاصة بهم لكننا لاحظنا ايضاُ قلة عدد الطلاب بالمقارنة بالسنوات السابقة؛ والتقينا بعدد كبير من الطلاب واستمعنا لأرائهم وهواجسهم حول مدى مقدرة ادارة الجامعة على تصحيح المسار لكى يتمكنوا من اتمام دراستهم بالحصول على درجة البكالوريوس المعادلة من المجلس الأعلى للجامعات ، و بعد إتمام هذه الجولة المطولة داخل حرم الجامعة والذى التقينا خلالها بالعديد من الطلاب قررنا حمل كل التساؤلات الى مسئولى الجامعة وهيئة التدريس بها

وكانت البداية من مكتب رئيس الجامعة (د/ سحر صدقى) وكان هذا الحوار

س  : يخشى البعض من وجود نية مبيتة لاغلاق الجامعة العمالية , فما صحة ذلك  ؟

ج : أحب أن أطمئن أبنائى الطلاب بأن الجامعة العمالية موجودة ومستمرة , وستعود لسابق عهدها وربما أفضل بإذن الله تعالى ولقد لمست بنفسى صدق النية من الأطراف كافة فهنالك حالة غير مسبوقة من التكاتف والعزم غلى بذل كل الجهد لتحقيق التطوير المنشود فى أقرب وقت

س : إذآ , لماذا تنامت هذة الشائعات ؟

ج  : للأسف , الوطن باكملة يتعرض لحملات ممنهجة من الشائعات , وهذة الشائعة عارية تماما من الصحة , بل وأعتقد أن الهدف من إطلاقها هو الإساءة للعمالية  لذا.. أقول لكل المنتمين للجامعة من الطلاب أومن السادة الزملاء الذين قد يرددون مثل هذه الاقاويل بحسن نية.. احذروا كي لا تساهم فى الإساءة دون قصد لكيان عريق تم بناءه بسواعدنا جميعاً.

س : وهل ذلك يعنى بأنه لا توجد أزمة حالياً؟

ج :  أنا لا انكر اننا تواجهنا مجموعة من العقبات التى نعد لها العدة لتجاوزها والتغلب عليها لكننى انفى وجود نية لأغلاق الجامعة.. بل انى ارى العكس حيث تتوافر النية والإرادة للإصلاح والتطوير.

س : ما الإجراءات التي أتخذتها إدارة الجامعة فيما يخص ملفات التطوير ؟

ج : إن التطوير الشامل الذي ستشهده الجامعة العمالية خلال الفترة المقبلة يتطلب السير في إتجاهين بجهد وافر لكي يلتقيا في نقطة الإنجاز المطلوب ، الأول يخص التطوير العلمي و الأكاديمي .. ولقد قمنا بخطوات فعالة فيه حيث قدمنا اللوائح الأكاديمية لوزارة التعليم العالي و ننتظر إعتمادها ، كما قمنا بتنفيذ العديد من طلبات المجلس الأعلى للجامعات بتعيين المزيد من أعضاء هيئة التدريس و لازلنا نعمل على المزيد

و في الإتجاه الثاني و الذي يخص التطوير الفعلي للمباني و المنشآت التعليمية من مدرجات و قاعات درس و ورش و معامل ، فلقد تم الإتفاق مع شركة الإنتاج الحربي للمشروعات للإضطلاع بهذة المهمة ، و تم تقديم دراسة كاملة و بصدد بداية التنفيذ خلال الفترة المقبلة

س:  وماذا عن الشائعة الأخرى بشأن الجامعة التكنولوجية التى ستسحب البساط من الجامعة العمالية؟

ج  : فى الواقع انا اتعجب كثيراً من هذه المقولات التى تخلو من المنطق فللجامعة العمالية تخصصات معتمدة وتاريخ عريق ودور مستقبلى وليس معنى ان الاتحاد العام يشرع فى انشاء جامعة جديدة ان يتخلى عن جامعته القائمة بالفعل فلا تعارض بينهما وهذا ما قاله السيد رئيس مجلس الإدارة اثناء إنعقاد جلسة المجلس السابقة حيث نفى اي نية لإغلاق الجامعة العمالية او إدماجها فى الجامعة الجديدة.

س : لقد تسائل العديد من الطلاب حول اعتماد الشهادات التى تمنحها الجامعة

فى الوقت الحالى تمنح الجامعة درجة الدبلوم للشُعب الثلاث وذلك وضع مؤقت لحين تنفيذ التطوير لذا فنحن نعمل جاهدين لتنفيذ طلبات المجلس الأعلى للجامعات لكى نتمكن من استعادة درجة البكالوريوس المعتمدة والمعادلة ولقد قمت بمخاطبة معالى وزير التعليم العالى والامين العام للمجلس الاعلى للجامعات وطلب منهما المشاركة معنا والإشراف المباشر منهما على تنفيذ التطوير.. وسيكون ذلك عن طريق ارسال لجان متخصصة حتى يتسنى للجميع التأكد من مصداقية الجامعة فى هذه المرحلة وانهاء حالة فقدان الثقة التى سادت خلال فترة سابقة.

س: ما الأسباب التي دفعت المجلس الأعلي لإلغاء المرحله الثانيه للشعب الثلاث؟ و هل يحقق له ذلك؟

ج: في الواقع كان للمجلس عده ملاحظات منذ عام 2015 و طالب الجامعه حينذاك بضروره تلافيها و اوصي بضروره البدء في عمليه تطوير شاملة

لكن……

تباينت تلك الملاحظات بين الشعب الثلاث و كانت اكثرها صعوبه في التنفيذ هي شعبه التنميه التكنولوجيه حيث نحتاج الي تعيين عدد كبير من اعضاء هيئه التدريس ة تحتاج تطوير كبير في المحتوي العلمي كما انها تحتاج لتمويل ضخم لتطوير الورش.

بينما…….

انحصرت الملاحظات علي شعبه علاقات صناعيه في نقاط يمكن تداركها حيث انها شعبه نظريه تمنح بكالوريوس يعادل الممنوح من كليات التجاره الحكوميه.

س: و لماذا تفاقمت الأزمه؟

من وجهه نظري ان السبب يكمن في وجود حاله إلتباس لدي المجلس الأعلي لأنه تعامل مع شعب الجامعه الثلاث و كأنهم وحده واحده دون النظر للفروقات الجوهريه بينهم و كان من المفترض ان يتم إرسال لجنه تكنولوجيه لشعبه التنميه إرسال لجنه تجاريه لبحث شعبه علاقات ألخ….

و هذا ما طالبت به المجلس بشكل رسمي خلال الفتره الماضيه.

س: ما الخطوات التي ستقومين بها للحصول علي معادله شعبه علاقات؟

ج: إن الخطوات لن تكون لشعبه علاقات فقط بل ستكون للشعب الثلاث وذلك وفق خطه طموحه تم إعدادها بشكل مدروس تم عرضها علي مجلس الإداره لإعتمادها ..و سوف بتغير عمليه التطوير شامل للمباني ة الورش و المعامل و سوف ندعم هيئه التدريس بأعضاء جدد و لقد قمنا بالفعل بعدد من الخطوات الفعليه في هذا الصدد.

و من المقرر…

تنفيذ كل هذه الخطط علي ارض الواقع قبل نهايه العام الدراسي المقبل حتي يتسني لنا إستعاده درجه البكلوريوس.

س: و ماذا عن شعبه فندقه ؟

ج: لقد قام الأستاذ الدكتور ياسر عميد الشعبه بمجهود رائع في إعداد ملف شامل بهدف الحصول علي درجه البكالوريوس و هذا ملف الطموح يلقي كل الدعم مني و من مجلس الإداره علي حد سواء و سيتم توفير الموارد الماليه لتجهيز مقر الشعبه في مدينه نصر ليصير مؤهلآ لإعتماده من المجلس الأعلي للجامعات.

س: يتسائل الطلاب عن موعد إستلامهم للكتب؟

ج: الكتب الخاصه بالفصل الدراسي الثاني جاهزه بالكامل و سوف يتم توزيعها علي الفروع و أعد أبنائي الطلاب بانها ستكون بين ايديهم قريبآ

ثم ألتقينا بالسيد الأمين العام للجامعة . طه رياض) الذي أطلعنا على مستجدات ملف التطوير ، حيث أفاد بأنه تمت عدة مخاطبات من السيد رئيس مجلس الإدارة ( جبالي المراغي) إلى السيد رئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج الحربي للمشروعات و الإستشارات الهندسية ( لواء ماجد السرتي) ، و التي تم على أثرها إنعقاد مجلس التنسيق و تمت المعاينة الفعلية لمقرات الجامعة و دراسة الحالة الإنشائية و الالكتروميكانيكية لمباني الجامعة و كذلك الوقوف على حالة المعامل و الورش.

و أفاد : أنه تم إستلام دراسة وافية تهدف إلى تطوير و رفع كفاءة المنشآت التعليمية و الخدمية و تحديث المعامل و الورش لكي تصبح الجامعة العمالية مواكبة لمستوى الجامعات المحلية والإقليمية المتميزة مع تحقيق المقدرة على إستيعاب الأعداد المستهدفة و المتزايدة من الطلاب في المرحلة الحالية والمستقبلية.

و قال أن الدراسة تضمنت أسلوب و طرق التطوير من حيث : رفع كفاءة المباني القائمة & تطوير الواجهات لتتناسب مع الواجهات الحضرية & مراجعة الأداء الوظيفي للمباني مع إمكانية تعلية أدوار إضافية & تطوير المداخل و البوابات & تطوير الموقع العام ( حدائق، كافتريات مفتوحة ، أنظمة حريق ، إنارة ، أماكن إنتظار ، إنشاء مبنى إداري متعدد الطوابق لتجميع الأنشطة الإدارية و يضاف إلى كل ما سبق تطوير و تحديث شامل للمعامل و الورش التابعة للجامعة لمسايرة أحدث المستجدات العلمية و التكنولوجية.

و عند سؤاله عن حالة الإحباط التي أصابت بعض الطلاب ، أفاد (د.طه) بأن نصيحته لأبنائه من طلاب الجامعة العمالية تتلخص في ضرورة الإبتعاد عن الشائعات المغرضة مع بذل الجهد في التحصيل العلمي ، و كذلك ضرورة الثقة في إدارة الجامعة التي تبذل قصارى جهدها لتنفيذ خطوات جادة و متسارعة في طريق التطوير الفعلي لكل مرافق الجامعة. 

و قال :

” إن الجامعة العمالية تمضي الآن بخطى واثقة في طريق التطوير الحقيقي القائم على الأسس العلمية المتعارف عليها ، و الهدف الأسمى لنا هو الحفاظ على مستقبل أبناءنا الطلاب و تقديم خدمة تعليمية راقية تطابق معايير الجودة.

 

فأنتظرونا ….

Categories:   أخبار الجامعة, أسأل دكتورك

Comments

Sorry, comments are closed for this item.