المواطن بين الأستنزاف و الاستفزاز
بقلم الأستاذ الدكتور / محمد المرسي
أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة
• جنيه الإعلانات يجيب عشرة •
التبرع للخير فعل حميد وشكل فاعل للتكافل الاجتماعي ، هذا الفعل الإختياري الناتج عن قناعات داخلية يكاد يتحول الي فعل إجباري من فرط الالحاح الإعلاني الذي يستغل روحانية هذا الشهر الكريم ويلاحقك عبر الشاشات وموجات الاذاعة أينما ذهبت للتبرع لهذه المؤسسة أو تلك ..
ايضا فان استخدام الضغوط النفسية الوجدانية العاطفية غير المقبولة اخلاقيا باستغلال المرضي ومعاناة الأطفال في هذه الإعلانات أو تعمد عرض مشاهد صعبة لمن يعيشون دون مأوي أو من يبحثون عن الطعام بين أكوام الزبالة ، هذا الاستخدام يخرج بالإعلانات عن هدفها النبيل الي ما يشبه الاستجداء او التسول ..
هذه الكثافة الإعلانية التي تكلف هذه المؤسسات الخيرية عشرات الملايين من منطق وقناعة بأن ” جنيه الإعلانات بيجيب عشرة ” هي قناعة بحاجة الي وقفة ومراجعة حول أوجه انفاق هذه التبرعات خاصة مع تراجع مؤشرات الاستماع والمشاهدة ، وتفاوت مصداقية الوسائل الإعلامية وما تقدمه من مضمون ، والحيرة بين اعلانات تدعو للتبرع بجنيه وإعلانات تدعو لشراء فيلات وشقق فاخرة بملايين مع غلبة ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها الجميع ..
ندرك تماما أهمية التبرعات كفعل داعم لجهود الدولة في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية وليس بديلا لها .. كما ندرك أهمية الإعلانات للتعريف بالمؤسسات الخيرية لمن يرغب في التبرع دون تزيد أو إلحاح أو ضغوط نفسية عاطفية أو خروج علي الاخلاقيات ..
هذه الإعلانات بحاجة الي ظبط وترشيد وتنظيم وهي مسئولية مشتركة بين وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس الأعلي للاعلام ..
Categories: أعمدة الرأى, كلمة و مقال