هكذا علمونا فى مدرسة الثقافة العمالية
بقلم: طارق أحمد مصطفى
هذه مجموعة من الدروس الأساسية التي تعلمها كل من مر على مدرسة إعداد المدربين بالمؤسسة الثقافية العمالية، وتعلم على يد جيل الرواد من المثقِفين العماليين:
أولاً: قل “مشاركين” ولا تقل “دارسين”:
فالتدريب الذي يكتفى بالتلقين والأداء المدرسي التقليدي، ولا يعتمد على تفاعل المتدرب ومشاركته فى الحوار والاكتشاف وإنتاج المعرفة لا يعد تدريباً فعالاً.
ثانياً: المدرب ليس هو مصدر المعرفة:
فالمدرب لا ينبغي أن يجعل من نفسه مصدر المعلومات الوحيد، ولا أن يُشعر المتدربين بذلك من خلال استخدامه لتعبيرات مثل: سوف أعلمكم – سوف أقول لكم ، ولكن عليه أن يعلم أن دوره هو مساعدة المتدربين على التعلم من خلال ما يتيحه لهم وما يمارسه معهم من أنشطة تدريبية.
ثالثاً: بناء حد أدنى من وحدة الفكر:
ليس المطلوب أن نقولب المتدربين ونستنسخهم، بل علينا أن نحافظ على مساحة التفرد والإبداع عند كل منهم، ولكن في إطار حد أدنى من وحدة الفكر فيما بينهم، يضمن اتساق المفاهيم والمصطلحات والرؤى.
رابعاً: المدرب قدوة للمشاركين فى الالتزام:
التزام المدرب الأخلاقي واحترامه للمشاركين ولوقتهم ولخبراتهم الحياتية هو الذي يضمن تحقيق هذا الالتزام عند المشاركين داخل القاعة، وهو ما يساعد المدرب على إدارة اللقاء التدريبي بسلاسة.
خامساً: التدريب عمل جماعي:
على المدرب أن يعلم أنه لا أحد يعلم كل شيئ، ولا أحد يجهل كل شيئ، وكلٌ لديه ما يعطيه وما يأخذه، فالناس يتعلمون معاً، والعمل الجماعي فى التدريب أساسي فى إعطاء المعاني للأشياء وتثبيت القيم الإيجابية واختبار المهارات والقدرات.
سادساً: البناء على خبرات المشاركين:
المتدربون الكبار ليسوا صفحات بيضاء، بل يملكون خبرات عملية وحياتية مختلفة، ولديهم مهارات في أشياء ربما لا يملكها المدرب نفسه، ولدى كل منهم ثقافته وميوله واتجاهاته، وعلى المدرب ألا يتجاهل هذه الخبرات وأن يبني عليها، وأن يراعي التباينات الثقافية فيما بينهم ويستفيد منها فى تأكيد المفاهيم وتوسيع المدارك.
سابعاً: التدريب عن طريق حل المشكلات:
يأتي المتدربون الكبار للقاعة وهم غير مهيئين ذهنياً ونفسياً للتناول المجرد أو الأكاديمي للمحتوى العلمي، فكل منهم مهموم بأعباء الأدوار الاجتماعية والعملية التي يقوم بها، ومحمّل بقدر من المشكلات يريد أن يجد لها حلاً داخل قاعة التدريب، وإذا لم يجدوا بقاعة التدريب حلولاً عملية لهذه المشكلات أو يتعلموا طرقاً فعالة لحلها فلن يتمكن المدرب من كسب تفاعلهم.
ثامناً: تنمية الحصيلة المعرفية:
المدرب الواثق في معلوماته، الذي يحسن التحضير لتدريبه، يقف على أرض صلبة ويكون أداءه أكثر ثقة وثباتاً، وأكثر قدرة على مواجهة المواقف الصعبة فى التدريب، لذلك على المدرب أن يعي أنه يعمل بمهنة من مهن المعرفة والثقافة فعليه ألا يتوقف عن القراءة وألا يكف عن تطوير معارفه ومهاراته في كافة التخصصات والمجالات.
Categories: تثقيف عمالى