ماذا أقول في مديح الملل؟
بقلم : بسنت منجي
مهما بلغت أشغالك ونشاطات اليومية إلا أنك ستصل الي مرحلة الملل فالملل قد يأتي من طول وقت الفراغ وقد يأتي من ضغط العمل أو نتيجة تواتر الروتين اليومي وانعدام كل جديد. ومن وجهة نظر أخري نري أن الملل يدل علي عدم وجود حافز لأن الفجوات وأوقات الفراغ قد تكون ذات قيمة كبيرة فتمدح الملل . لذلك فنحن نحتاج الي تقدير الوقت الخام كمورد ثمين وإيجابي يشجعك علي تطوير مواردك الداخلية.
تحدث أحد المبدعين عن فوائد الملل في إبداعاتهم فقال الكاتب البريطاني نيل غيمان ان الشعور بالملل الشديد هو أفضل طريق للخروج بأفكار جديدة ولأن نيل أدرك أن التواصل الإليكتروني المستمر بجميع صوره يجعل الأمر صعب فقد ألزم نفسه بفترة من أنقطاع الآتصال أسفرت عن إبداعات عظيمة .
في حين وجد رجل الأعمال المليونير فيليكس دينيس نفسه مستلقيآ علي سرير في مستشفى وكان يشعر بالملل من دون هاتفه فقال انا لا أستطيع كتابة خطة عمل . فكتب قصيدة وتبع ذلك مجلدات عديدة تحوي شعرآ من كتاباته. كما تعلمنا من المزارعين منذ زمن بعيد أن الأرض التي يسمح لها بالراحة من وقت لأخر تزداد إنتاجيتها .
نجد كثير من الناس عند بلوغهم سن المعاش أعادوا اكتشاف أنفسهم واتجهوا إلي أعمال مخالفه تمامآ لما أمضوا عمرهم فيه فمنهم من يهتم بالأعمال اليدوية مثل الزراعة، الكروشيه، تريكو ،التجارة، الخياطة ،ومنهم من يهتم بالكتابة وتساعده في ذلك خبراته وتجاربه فيبدع .
حاول أن تخرج من شرنقتك وتعيد أكتشاف نفسك ولا تنظر إلي عمرك صغر أم كبر فهو مجرد تاريخ في أوراق رسميه فقط ابحث عن ما يسعدك ستنجح . حاول أن تتحدي نفسك بتعلم السكون وان تتطلع إلي وقت التوقف والهدوء ولا تخف من الملل بل حوله إلي حافز نفسي يثمر أشياء لم تكن في حساباتك وتفجر أفكار لم تعلم أنها تكمن داخلك .فالصمت والهدوء هما ما يتعطش لهم دماغك ليزيد من قدراتك . فكلما ذاد الضجيج من حولك خف ضجيج أفكارك فمرحبآ بالملل لكي يفسح لنا المجال الضجيج أفكارنا الداخلية .
Categories: أعمدة الرأى