لطائف بلاغية
بقلم : أ.د : أحمد فتحي الحياني
لاينفعُ المرءَ يومَ البعث والنشور والوقوف بين يدي الله _ سبحانه _ شيءٌ إلا سلامةَ القلب : ( يَوْمَ لَايَنْفَعُ مَالٌ وَلَابَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء /٨٨_٨٩.
فلاشيء في ذلك الموقف العصيب يدافع عنك ممّا كنتَ تعتزُّ به من مال وبنين وأعراض الدنيا وزينتها وزخارفها ممّا تعارفتَ عليه في الدنيا فما لك هناك من دفاع عنك منها، وما لك هناك من قوة ولاناصر على وجه العموم بدلالة بلاغة تنكير مالٍ وبنين في سياق النفي الذي يفيد العموم .
وذكرت الآيةُ المالَ والبنين على سبيل الاكتفاء البلاغي إيجازا وتقدير الآية : ( يوم لاينفع مال ولابنون ولاينفع شيء آخر ) .
واستثنت الآية بأسلوب الاستثناء : ( إلا من أتى الله بقلب سليم). أي : إلا من أتى الله بقلب موحِّد لله التوحيد الخالص لايشركُ بربِّه شيئا.
قد تزكَّى قلبُه وتزكَّتْ لطائفُه ومداركُه، وتزكَّت نفسُه، قد عافاه اللهُ من الأمراض المعنوية الخطيرة التي تصيب القلوب :
كالشرك والنفاق والغل والحسد والحقد والغيبة والنميمة… وكل هذه الأمراض القلبية الخطيرة تبعث صاحبها على الأعمال الطالحة والفساد والظلم والخيانة والتعالي والاستكبار والتكذيب… خلاف صاحب القلب السليم الذي يبعثه قلبُه على الأعمال الصالحة الجامعة والإحسان لإيمانه اليقيني بالله وسلامة قلبه، فيوفقه اللهُ في الدنيا بحسن الخاتمة فيأتي ربَّه وهو سليمُ القلب.
اللهم اجعلنا منهم برحمتك ياالله وتوفيقك. آمين .
Categories: الإعجاز فى القرأن و السنة