Menu

التغيرات الحضارية فى الأسرة العربية

بقلم : د/ نداء داوود الحديدي

• كيف تؤثر التغيرات الحضارية العملاقة على الأمراض العقلية والأسرية والنفسية والتنشئة الإجتماعية بشكل عام و على أفراد الأسرة بشكل خاص ؟

بما أن الحضارة نظام إجتماعى يشمل عادات وتقاليد وأفكار و هى التي تميز أمة عن أمةٍ أخرى بمظاهر شتى كأسلوب المعيشة والدين والأخلاق وكل ما تتمايز به الأمم من أفعال و صفات ، لذا فإن هذا الموضوع يلامس جميع أفراد المجتمع بل أنه أصبح القضية الأساسية التي لابد وأن يقف الجميع أمامها بغية إيجاد حل فعال ننقذ به أبنائنا
و لهذا أبدأ بمقولة للكاتب العظيم توفيق الحكيم :
“الحضارة العظيمة لاتزيل الشر ولا تمحو الجريمة ولكنها تُوجِّد الشر العظيم والجريمة العظيمة” ؛ فلقد أصبح للإنفتاح الإعلامى و وسائل التواصل الإجتماعى دوراً مؤثرا وفعالاً فى المجتمع الأسرى الداخلى والخارجى لكونه سلاحاً ذا حدين فمنه الصالح و منه الطالح ، فالمجتمع العربى يشكو معظمه الآن من المساوئ والعيوب الناتجة من ضعف التمسك بالقيم الإنسانية الأصيلة و بفضائل الأخلاق القويمة ، كما يئن من فرط التحلل و الإنغماس في الشهوات ، و يكون ذلك ناتجاً في أغلب الأحوال من وهن العقيدة الدينية و غياب الوازع الدينى مما أدى إلى إنتحار وإنهيار الأخلاق و تفكك أسرى و سوء الأخلاق في الشارع العربى وإلى الكثير والكثير من المظاهر السلبية و الأمراض الإجتماعية والنفسية لدى أبنائنا وبناتنا.
فلقد غاب عن الأسرة نظامها و إنضباطها فلم تعد تعرف وقت للتواصل ولا للنوم ولا للإجتماعات الأسرية ولا لصلة الرحم.
ففقدت تراحمها وغاب الترابط الأسرى بغياب الحوار و التواصل الإنساني ، فعلى الرغم من أن الجميع تحت سقف واحد لكنهم فى صمتٍ قاتل ، فنحن الآن نتحدث داخل المنازل من خلال الهواتف والشات.

• كذلك النسيان والوسواس الفوضوي والذى بصدده حدث الكثير والكثير من التفكك الأسرى والإنفصال العاطفى بين الأزواج.

كل هذا يؤثر تأثيراً كبيراً على مجتمعنا وأخلاقنا وشخصيتنا الجمعية لذا فالشباب في هذا العالم يحتاج على وجه الخصوص إلى قيم واضحة تجنبهم الحيلة الفكرية وتكون لهم سند ، فمع ظهور الإنترنت والإعلام المفتوح و وسائل التواصل الحديثة التي تفسح المجال للتفاعل الإجتماعى خضع المجتمع لنقلة حضارية كبيرة ، و هي ما تدفع الشخص لحالة من القلق المزمن و للتساؤل دائماً و أبداً “””” ؟؟؟؟؟
إن الكثير لا يعى أن الحضارة تقام بالأفعال لا بالأقوال وأيضاً الحضارة تموت بالإنتحار لا بالقتل ، لذا لابد لنا وأن ندرك أهمية خروج الأطفال والشباب من العالم الإفتراضى الذى ينخرطون فيه مو للإنفتاح التكنولوجى والإعلامى وذلك من خلال زرع الثبات الدينى داخل نفوسهم ، و هذا ينبهنا لضرورة وجود الخطاب الدينى الرشيد داخل المدارس، فلابد أن تنشط المؤسسات الدينية وبإدخال ذلك الخطاب للعالم الحقيقي ، و لابد أن نوجه النشئ للإنخراط في أنشطة إجتماعية و ثقافية و رياضية مختلفة و بجميع أنواعها ، كذلك بالقراءاة  والتصفح للمعلومات لابد وأن نعلم أولادنا ونكسبهم القيم والتقاليد والعادات والأسس الدينية الصحيحة كى يقوموا ويبنوا شعب لأن هناك العديد من المشاكل النفسية والإجتماعية والمفاسد التي جاءت وظهرت نتيجة إستخدام سئ للحضارة وإنتشار التغيرات القيمة.
المفكر الكبير إدوارد سعيد قال:
“مشكلة العرب الآن إنهم لا يشاركون في صنع الحضارة وإنما يتفرجون عليها فقط” لذا كان من أهم مظاهر المشاهدة التغيير في أقوالنا ومبادئنا.

فالإحتيال أصبح ذكاء.

الإنحلال أصبح حرية.

الرزيلة أصبحت فنا ورقي.

الإستغلال أصبح معونة.

على عزت بيغوفيش قال :
“الحضارة تعلم أما الثقافة تنور”
لذا الحضارة تحتاج إلى تعلم أما الثقافة فتحتاج إلى تأمل.
و في الختام لابد وأن نعي صاروخ الحضارة والقيم الغربية التي دخلت مجتمعنا جعلت منا أجساماً بلا أرواح ، ففتحت باب الإكتئاب و الأمراض النفسية على مصراعيه ، و أكلت من الترابط الأسرى كأكل النار في الأخضر واليابس ، و أورثت الأبناء الجرأة على الأباء

فرقت بين الأزواج.

شتت الأسر.

توصل فريق من جامعة يانج برجهام وهي جامعة أمريكيه أجرت بحث على مجموعة كبيرة من الأسر أثبتت من خلالها أن قضاء وقت سعيد مع الأهل والأصدقاء يقلل الموت المفاجئ بنسبة 50% فى المقابل نجد الجزء الآخر من البحث بالرغم من تواجده الأسرى إلا ان هنالك وحشة وتعاسة تسببت في وجود فرقة وحزن وأمراض نفسية عديدة الأجسام متواجدة و متراصة ولكن المشاعر متناثرة.
براين غرين قال : عندما ينظر المراهقين إلى العلماء والمخترعين بنفس الطريقة التي ينظرون بها إلى الموسيقيين والممثلين ستقفز الحضارة عندنا إلى مستوى عال من التطور لذا كان هناك صور و مساوئ عدة للتغير الحضارى على مستوى الأفراد مما إنعكس بشكل مرضي على وحدة الأسرة و ترابطها ، ومنها سيطرة الأفكار التي أعترت الكثير من الشباب والأفراد الذين لا يسعون للنجاح والتطور لاسيما رب الأسرة.
أنهى الكلام بحديث النبي الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (خيركم  خيركم لأهله)
و المقصود بالأهل هنا ( الزوج والزوجة والأبناء )
فأرحموا ترحموا

Categories:   أعمدة الرأى

Comments