Menu

لطائف بلاغية

ا.د احمد فتحي الحياني 

“… وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ…” البقرة/١٧٧ .
وآتَى المالَ : أعطاه. أي : إيتاء الَمال على مَن ذكرهم اللهُ الحكيمُ العليمُ في الآية مِن ذوي القربى واليتامى والمساكين…
وهذا الإعطاء هو من صفاتِ المؤمنِ البارِّ بربِّه .
وعُدِّيَ الفعل ( آتَى ) بحرف الجر (على ) الدال على الاستعلاءِ دلالةً على تمكُّنِ حُبِّ المال من النفس الإنسانية ، أي : يُؤتون المالَ مع حبِّهم للمال الذي يُؤتونه وعدمِ زهادتِهم فيه.
فدل حرف الاستعلاء ( على ) ببلاغته على أنُّهم يَستَعلون بإيمانهم وبرِّهم بربِّهم فوق هذا الحُبِّ للمال ويعطونه ابتغاءَ وجهِ اللهِ وابتغاءَ مرضاته _ تعالى _ وحده ، لذلك كان هذا العطاءُ من البِرِّ الإحسانيِّ الذي ذكرته الآية .
وذكر بعضُ سادتنا المفسرين أنّ حرف الاستعلاء ( على) دلّ على معنى الإحتراس . ومقصودهم من ذلك أنهم يُعطون المال مع حبِّه، فكيف بهم إذا كانوا لايحبونه؟ لغلبة حبّ اللهِ في قلوبهم على كلِّ شيء ابتغاءَ وجهِهِ _ سبحانه _ وحبِّهِ ومرضاته .

Categories:   الإعجاز فى القرأن و السنة

Comments