العلاقات العمالية الدولية والجامعة العمالية وأشياء أخرى . . أوراق من الرحلة
العلاقات العمالية الدولية والجامعة العمالية وأشياء أخرى . . أوراق من الرحلة
بقلم: مصطفى رستم (المدير السابق لإدارة
العلاقات الدولية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر)
دائماً ما يثير مفهوم العلاقات النقابية الدولية الريبة وبخاصة في دول العالم الثالث نظراً لما يحيط به من التباس وما يحيط بالقائمين عليه من أقاويل. ورغم قدم المفهوم إلا أنه قد برزت أهميته بشكل أكبر منذ عام ٢٠١١، حيث فرض على الدول ضرورة العمل الدؤوب للدفاع عن المنظمات النقابية الوطنية ومحاولة إظهار الجانب الحقيقي لها .
وفيما يتعلق بالحركة النقابية المصرية ممثلة في اتحاد العام لنقابات عمال مصر، فقد تحملنا في إدارة العلاقات الدولية بالاتحاد الكثير من المعاناة، حيث تعرض الاتحاد العام لهجمات شديدة لم تكن من قبيل النقد ولكنها كانت تستهدف القضاء عليه، مما جعل من اللازم إعادة ترتيب البيت من الداخل، واستغلال كافة الأدوات للدفاع عن هذا الكيان العريق .
وكان من ضمن التحديات الكبيرة التي تعرض لها كيان الاتحاد هو اعتقال رئيسه السيد حسين مجاور فى أعقاب ثورة يناير لاتهامات لن يسع هذا المقال الخوض فيها، إلا أن ما يعنينا أن ذلك الأمر جعل الاتحاد في حالة من الارتباك الشديد، لذلك بدأت مجموعة عمل بدون تكليف ولكن بجهودها الذاتية بالعمل من أجل الدفاع عن الاتحاد على المستوى الدولي، من أجل أن يعرف القاصي والداني أن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ليس بهذا السوء الذي يعتقده البعض. تلك الكتيبة ضمت السادة النقابين عبد المنعم الجمل، والمرحوم محمد رزق، ومعهم كاتب المقال، و بتكليف السيدة إيمان عبد الله الزميلة بالإدارة، بدأت هذه الكتيبة عملها بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الاتحاد وإزالة سوء الفهم.
وعلى كثرة ما وجهناه من تحديات كبيرة منذ بداية تلك المرحلة، كان القرار الخاص بوزيرة القوى العاملة د.ناهد العشري للنيل من الجامعة العمالية تحدياً حقيقياً كبيراً واجهناه، وقد توجهت شخصياً إلي مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة والتقيت بالأستاذ محمد الطرابلسي مسئول الأنشطة العمالية في ذلك الوقت، للدفاع عن الجامعة باعتبارها أحد مؤسسات الاتحاد العام، وكذلك توجيه نداء للاتحادت العمالية الافريقية التي تعرف تماماً قيمة ومكانة الجامعة، والتي من الممكن لها أن تخاطب السفارات المصرية لدعم هذه المؤسسة والجامعة العريقة، ورغم ذلك فقد طالتني اتهامات بسبب ذلك بالاستقواء بالخارج، ولا أدرى كيف يكون دعم مؤسساتنا وخدماتنا على المستوى الدولى استقواء بالخارج.
وقد تطور العمل مع مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة بعد تولي السيد بيتر فان روج مهام مدير المكتب، واحتفظت بصداقة بهذا الرجل المهذب، واستفدت من حديثي معه الاهتمام بقضية “الاقتصاد الأخضر” وتأثيراتها على العمل النقابي، وقد وجه الاتحاد العام خطاباً للسيد رئيس الوزراء يحثه على ضرورة استصدار “الوثيقة الخضراء”، استجابة لدعوة السيد رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الاقتصادي، وقد كانت إدارة العلاقات الدولية هي الجندي المجهول في إعداد هذا الخطاب ودعم هذا التوجه الدولي النشط، رغم أنها لم تجد فيها بعد دعماً كافياً لاستمرارية العمل فى هذا الملف.
وقد شرفت بالعمل ممن خلال إدارة العلاقات الدولية مع السيد الأستاذ/ عبد المنعم الجمل نائب رئيس الاتحاد منذ توليه مسئولية سكرتارية العلاقات الدولية بالاتحاد، وكان من ثمار هذا العمل ترتيب لقاء لقيادات الاتحاد العام مع وفد منظمة العمل الدولية خلال فترة حرجة وبعد تولي مسئولين جدد بمكتب المنظمة بالقاهرة، من أجل إعادة ترتيب الأوراق واستعادة العلاقات الإيجابية بين الاتحاد والمنظمة، ولتكون نقطة انطلاق جديدة وتأكيد تواجد مقعد الاتحاد العام ممثلاً عن الحركة النقابية المصرية في أي ملتقي يقام داخل إطار منظمة العمل الدولية.
وانطلقت منظومة العلاقات الدولية خلال فترة تولي أ.عبد المنعم الجمل للسكرتارية، لتشق الطريق من أجل لم الشمل بين الاتحاد العام لنقابات عمال مصر وكافة المؤسسات الدولية، وصار الاتحاد متواجداً وممثلاً في كافة الاجتماعات اللقاءات المحورية، وقد نظمنا العديد من اللقاءات الهامة خلال تلك الفترة منها على سبيل المثال لقاء الممثلة المقيمة للامم المتحدة بمصر، وقد حصلنا خلال هذا اللقاء على موافقة على اقتراحنا بضرورة تمثيل عمال مصر في لقاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي .
ورغم كل هذه الجهود وغيرها، فإن البعض لا ينظر لعمل إدارة العلاقات الدولية – تلك الإدارة الحيوية – إلا على أنها المعنية بتنظيم السفر خارج البلاد لأعضاءها ولقيادات الاتحاد، ولا يعلم الكثيرون أننا ننظم المشاركة في العديد من الفاعليات الدولية افتراضياً (on line) دون الحاجة للسفر، وهو أمر يحتاج لجهد تنظيمي كبير ومرن يتحمله أعضاء الإدارة، كما تم خلال الفترة الماضية من حضورنا لفاعليات مؤتمر العمل الدولي باستخدام هذه التقنية، وبالتعاون الكامل مع المسئولين بالمنظمة مثل السيدة/ ماري إلينا والسيد/ نظام قاحوش والسيدة/ وفاء عبد القادر، الذين اتوجه لهم بخالص الشكر على مساعدتهم وتسهيلهم لمهمتنا.
وختاماً أحببت من خلال هذا المقال، أن اتحدث عن جزء من رحلتي في خدمة العمل النقابي الدولي، والذي أتصور أننا خدمنا من خلاله بلادنا وكنا جبهة قوية تدافع عن أحد أهم مؤسساتها الوطنية، كما يدافع الجندي المصري عن الجبهة الداخلية والخارجية.
Categories: تثقيف عمالى