عن معنى كرة القدم
بقلم: طارق أحمد مصطفى
الأشياء ليست مطلوبة لذاتها . . ولكنها مطلوبة لمدلولاتها ورمزياتها . . ولما تنطوي عليه من معان . .
وعبر العصور تتغير الأشياء والأشكال والرموز للتعبير عن نفس المدلولات والمعاني . .
و كرة القدم بكل زخمها هي تجل معاصر لمدلولات كثيرة . . ورمزية جديدة لمعان طالما عبر عنها الإنسان بطرق مختلفة عبر العصور . .
هي تجل حديث لغريزة الصراع الإنساني التي طالما أسالت الدماء وأبادت الشعوب في أزمنة سابقة ولكنها الآن في كرة القدم وغيرها من المنافسات الرياضية وغير الرياضية تتم بإسالة العرق وبذل الجهد وعصف الفكر . .
هي لغة معاصرة للتعبير عن قيم الانتماء والفخر والشجاعة والمثابرة والاستحقاق والإتقان وكذلك الشرف والتسامح والتعايش والتقبل والإيثار . . .
هي نوع من الرقصات التعبيرية الجديدة التي يقدمها الإنسان احتفاءاً بالمهارة والتفوق والشغف والقوة والجمال . . وبالحياة
ولعل أصحاب النظرة السلفية المحدودة المحبوسة فى أسر النوستالجيا الخاصة بهم (ولا أقصد هنا السلفية الدينية فقط) لعل الكرة بالنسبة لهم ستظل مجرد لعب ولهو خال من المعنى لا صلة له بالأمور الجادة التي لا يعبَر عنها – في نظرهم – إلا بالطرق القديمة للتعبير . .
هم يرون أنه طالما أن الكلب يهز ذيله بطريقة معينة عند الفرح وينصبه بطريقة معينة وقت الغضب ويطويه بطريقة أخرى عند الخوف وهكذا كان وسيظل منذ خُلق وإلى قيام الساعة . . فلابد أن الإنسان كذلك ليس لديه سوى طريقة وحيدة للتعبير عن قيمه ومشاعره وغرائزه وأفكاره واحتياجاته منذ العصور الحجرية وحتى نهاية الزمان . .
وهذه الطريقة الوحيدة في نظرهم من الثوابت المقصودة لذاتها ومحط قداسة لذاتها لا لما تمثله
والخروج عن ذلك يمثل لهم قدر كبير من الإرباك الذي يحرضهم على احتقار الناس واهتماماتهم وأسلوب حياتهم ومن ثم ازدراء الحياة التي تستغرقهم وتستدرجهم فى مسارات غير مألوفة وطرق تعبير غير معتادة .. والنزاع الدائم مع تلك الحياة التي لا تكف عن الحركة
وسبحانه خالق الحياة . . كل يوم هو في شأن
Categories: أخبار, أعمدة الرأى, صحافة محلية و أجنبية