Menu

ثلاثة مفاتيح لبوابة منظمة العمل الدولية

ثلاثة مفاتيح لبوابة منظمة العمل الدولية

بقلم :إيناس محمد حسن

تحتفل منظمة العمل الدولية بمرور مائة عام علي انشائها وجاءت حتمية انشاء منظمة العمل الدولية لتحقيق معادلة كانت حلما وهي كيف تؤدي العدالة الاجتماعية الي تحقيق السلام العادل والدائم.

تأسست المنظمة وسط عالم يجاهد للنهوض من ويلات الحرب،فكانت التأثيرات القاسية علي مجتمع العمل والعمال والانعكاسات السلبية في فترة التحولات الاقتصادية والاجتماعية قبل الحرب وفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى.

إذا ما استعرضنا فترة التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها اوروبا والولايات المتحدة الامريكية قبل الحرب نجد انها ادت لزيادة حدة المنافسة وتعاظم القدرة الاقتصادية للدول ولكن تبعها ظروف عمل لا انسانية وقاسية مثل زيادة في عدد ساعات العمل،قلة الأجور،ارتفاع مستوى الفقر وانعدام المساواة والتمييز،كذلك زيادة نسبة عمالة الأطفال في المصانع والحقول الأمر الذي تسبب في زيادة وقوع الحوادث واصابات العمل و زيادة الوفيات بين صفوف العمال .

وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى وجدت أوروبا نفسها على ابواب الثورة في ظل انتشار الإحباط وسوء ظروف العمل.

فكانت حتمية انشاء منظمة تهتم بشئون العمل من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية ومنها تحقيق السلام العادل وذلك من خلال العمل على توفير ظروف عمل اكثر انصافا وتعزيزها من خلال الحقوق النقابية وتشريعات العمل الدولية.

ومع اسدال الستار علي وقائع الحرب ومن خلال معاهدة فرساي عام ١٩١٩، تأسست عصبة الأمم أول منظمة أمن دولية هدفت للحفاظ علي السلام العالمي وورد في ميثاقها ومن أهدافها التي وضعتها نصب اعينها

“تحسين أوضاع العمل بالنسبة العمال “

وما بين يناير وابريل تكونت لجنة العمل المنبثقة عن مؤتمر السلام في باريس بهدف وضع دستور منظمة العمل الدولية.

ثلاثة مفاتيح ممثلة للحكومات و أصحاب الاعمال و العمال تفتح البوابة المؤدية إلى المقر الجديد لمنظمة العمل الدولية في جنيف بسويسرا في حفل افتتاح المبنى عام ١٩٢٦.

ووفقا ً لتصريحات غاي رايدر مدير عام المنظمة انه عندما تدور تلك المفاتيح وتعمل معا ً وتجمع قواها تنفتح الأبواب وتحقق العدالة الاجتماعية تقدمها.

شكلت مبادئ منظمة العمل وأليات عملها نقلة نوعيه في مجتمع العمال والعمال ، فبعد أن كان مجتمعا ً يخضع لإرادة و قوانين طرف واحد وهو صاحب العمل كما يخضع أيضاً للضغوط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية،أصبح مجتمعاً مشاركاً متفاعلاً مع القرارات المتخذه في عالم العمل والتي تخصه كعامل.

فتميزت المنظمة بأنها المنظمة الدولية الوحيدة التي  تمنح الحق في التصويت عند اتخاذ القرارات  لممثلي العمال وأصحاب العمل على قدم المساواه مع الحكومات.

كما انها تعزز مفهوم “الحوار الاجتماعي”والذي ينص على ضرورة أن يحظى الأشخاص المتأثرين بالقرارات المتخذه في عالم العمل بحق ابداء رأيهم في تلك القرارات وأليات تنفيذها ، كما تتعاون المنظمة مع ممثلي الحكومات و أصحاب العمل و يساعدون قي وضع جدول أعمالها .

Categories:   تثقيف عمالى

Comments

Sorry, comments are closed for this item.