لطائف بلاغية” الصواب البلاغي المعجز”
بقلم ا.د.احمد فتحي الحياني
بين (الصواب النحوي ) و(الصواب البلاغي ) مسافةٌ كبيرةٌ على صعيد المعنى والفن والجمال .
الصواب النحوي تؤدي فيه التراكيب ( أصل المعنى ) الذي يحرص عليه النحويون في ضوء قواعد النحو العربي .
في حين إنَّ الصوابَ البلاغيَّ ينطلق في تأديةِ مهمتِه بعد انتهاء مهمةِ الصوابِ النحوي .
ينطلق الصواب البلاغي بآفاق رحبة لأداء وظائفه التعبيرية الفنية والجمالية المطابقة للمقامات والأحوال والسياقات في ضوء قواعد البلاغة العربية لتأديةِ لطائفَ وأسرارٍ تعبيريةٍ وزيادات وخصائص وخصوصيات…
الصواب النحوي غايته صحة المعنى مغسولًا من أي اعتبارات أخرى يهتم بها الصواب البلاغي الذي يراعي طبقات المخاطبين ومقتضى أحوالهم .
وعليه فإنّ كلَّ صواب نحوي ليس هو بصواب بلاغي في حين إنّ كلَّ صوابٍ بلاغيٍّ هو صوابٌ نحوي بالضرورة .
وأساليب القرآن كلُّها من الصواب البلاغي المنزاح عن الصواب النحوي في أعلى مراتبه وطبقاته البالغة حد الإعجاز الذي يعرف بعضَ أسرارِه البلغاءُ والفصحاءُ وعلماءُ البلاغة واللغة والأدباءُ والكتَّابُ… ، ويقف عنده المعارضون له عاجزين عن معارضته .
وبذلك يكون القرآنُ العظيمُ معجزةً لغويةً وبلاغية وبيانية تتحدَّى إلى يوم الدين ، وآيةً إعجازيةً كبرى مستمرةً على صِدْق نبوةِ محمد – صلى الله عليه وسلم – والرسالةِ التي جاء بها رحمةً للعالمين .
Categories: الإعجاز فى القرأن و السنة