العمالة المهاجرة .. قضية إنسانية و عمالية
بقلم : مصطفى رستم
إنطلاقة نحو الحركة النقابية الدولية بهدوء وثقة في النفس قادتها نقابة البناء والأخشاب علي مر تاريخها ، بدءا من رفض تلقي بدل نفقات السفر للولايات المتحدة الأمريكية أثناء زيارة للراحل طيب الذكر ( سيد طه ) رئيس نقابة البناء والأخشاب بصحبة الاستاذ (حسين مجاور ) لكي تدشن النقابة أولى اللبنات في طريق تشييد مركز التدريب التابع لنقابة البناء والأخشاب ، ثم كان التحدي الأكبر في أن ينهض مستكملاً دوره دون الإعتماد علي الغير ، وان يعلو هذا الصرح و تتوسع مجالاته بواسطة مخصصات المالية مصرية و أياد مصرية. يأتي ذلك لتكون نقابة البناء بمثابة حائط الصد أمام مؤامرات أحاطت بالحركة النقابية المصرية ، لكي تلتفت قيادة البناء والأخشاب برئاسة عبد المنعم الجمل لا لاستكمال العضوية فحسب بل بإكتساب ثقة أسرة الاتحاد الدولي لنقابات العمال لصناعات البناء وتصبح مصر رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا .
لذا كان لزاماً علي من الناحية التاريخية لكي نعرف أن تدشين مشروع «بناء قدرات العمال المهاجرين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، الذي نظمته النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب وصنع مواد البناء بالتعاون مع الاتحاد الدولي للبناء والأخشاب ،لم يأت من فراغ إنما جاء كنتاج لأهم المؤتمرات التي نظمت بهذا الشأن في قاهرة المعز بحضور السيد( بيتر فإن ) مدير مكتب العمل الدولي بالقاهرة ، و بحضور كوكبة من قيادات الاتحاد الدولي لنقابات عمال البناء الأفريقية بفندق سونستا بالقاهرة لتخرج ورقة عمل فريدة اعتبرتها المراجع البحثية اهم مراجع العمالة المهاجرة الحقيقية.
وكما ذكر «الجمل» أن النقابة العامة للبناء واﻷخشاب أطلقت اليوم حملة «العمالة المهاجرة.. ضيوف الوطن وشركاء العمل»، وكما ذكرت جريدة المصري اليوم – “وأكد «الجمل» أن مصر تؤمن بدور النقابات العمالية، مشيرا إلى أن النقابات تحتاج لمزيد من الاهتمام بالقضايا الحيوية التي تشغل الرأي العام سواء الدولي أو المحلي، وأن النقابات لا يقتصر دورها الأن على الجانب الدفاعي عن حقوق أعضائها فقط ولكن أمتد ذلك الدور للاهتمام بقضايا التنمية من منطلق مسئوليتها.وأشار الجمل إلى أن نقابة البناء والأخشاب تتميز بعمقها التاريخي داخل الحركة النقابية المصرية والعربية وبطبيعة عضويتها والتي تنظم قطاعات مهنية تمس أطراف وطوائف المجتمع، لذلك نحن نسعي لبذل مزيد من الجهد لتحسين ظروف وشروط مهنة البناء والأخشاب وتعزيز مظلة الحماية الاجتماعية لأعضائنا في ظل التحديات التي يواجها عالم العمل الآن.”
إلا أن أهم مالفت نظري هو حرص قيادة نقابة البناء والأخشاب متمثلة في عبد المنعم الجمل علي دعوة شخصيات مختلفة مثل الدكتور نيازي مصطفى الخبير القانوني العمالي ،والاستاذ محمد وهب الله عضو مجلس النواب وأمين عام اتحاد نقابات عمال مصر و نخبة منتقاة من المؤسسة الثقافية العمالية بقيادة الاستاذ جمال حسان ، و إدارة العلاقات الدولية لاتحاد نقابات عمال مصر متمثلة في شخصي ، والأستاذة ايمان عبد الله. وظهور فكر جديد للنقابة متمثل في لجنة الحملات وقيادات نسائية شابة مع الصديق الخلوق محسن مسئول العلاقات الدولية بالنقابة ،وكان حضوري مع الاخ العزيز محمد احمد مصطفي فرصة لتبادل الخبرات و الرؤى حول مختلف القضايا قبل انشغاله بفعاليات المؤتمر ، أضف إلي ذلك منظمة الهجرة و التي – و لأول مرة – أجدها حاضرة جنبا الي جنب مع وزارة الخارجية المصرية .
لقد كان المؤتمر اعلاناً قوياً عن الدور الوطني الذي لطالما أضطلع به مركز التدريب المهني المطور و ما يقدمه من أنشطة تدريبية إيمانا من النقابة بدورها في الحماية الاجتماعية وحرصها علي محاربة البطالة بتوفير فرص تدريب للشباب ذكورا وإناثا في ميادين مختلفة للانطلاق نحو تعظيم ثقافة العمل الحر .
Categories: أخبار, أعمدة الرأى, كلمة و مقال