Menu

مخاض عسير .. و عنف فائض !

بقلم المفكر الكبير : سيد كراوية

منذ أنتهاء الحرب الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية ونشوء دول المشرق العربى على أنقاضها ، و تكون دول منبثقة عن تقاليد حداثية غربية مع ميراث اجتماعى تاريخى عاش ركوداً وتخلفاً تحت الهيمنة العثمانية لزمن طويل وحتى الآن حيث تسارع تاريخ المنطقة تسارعا مذهلا ، و امتلأ بالأحداث والتحولات السياسية و تعاقب السلطات و إحتدام الصراعات والحروب البينية ومع الخارج ( حتى مصر التى كانت دولتها ” الحديثة ” أقدم من هذا التاريخ شاركت فى معدلات التسارع المذهلة هذه ) وأصبح هناك تناقضاً صعب حله بين معدلات السرعة القاسية للتاريخ الجارى وبين ثقل التاريخ القديم إجتماعياً وثقافياً ، لذلك كانت المنطقة فعلا مرشحة لهذا الحراك الإجتماعى والسياسى المتسارع والمحتدم وبقوة جماهير واسعة لم يسبق أن تواجدت فى تاريخ المجتمعات بهذه الكثافة .
فما بين تسارع تاريخى مذهل وقاسى يحدث الآن ، وبين ثقل تاريخ فى ركود مديد شمل المنطقة وناسها وثقافتها يبرز كل هذا العنف ، وكل هذه الكآبة التى تحيط بمخاض عسير ، ويختلط شعور و إضطراب ما بين صرخات الميلاد للجديد و بين حشرجة الموت للقديم .. منطقة تواجه قدرها وكأنها فى مشهد شكسبيرى مؤلم وحزين يدفع مرة للتشاؤم المر ، ومرة للتهلل بالتباشير .. ما بين حشرجة الموت وصرخات الميلاد تبحث عن مصيرها .

Categories:   أعمدة الرأى

Comments