في ظلال آية : ” وَلَا تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ “
بقلم الكاتب : محمد عبد الباسط عيد
أحبّ هذا التوجيه الآلهي ، وأتصور أن كل إنسان يجب أن يذكر نفسه به ، فنحن نحب أن نرى الأشياء من وجهة نظرنا، ونسوق المبررات التي لا نهاية لها ، المؤمن الحقيقي قويّ بحسّه وعقله وضميره ، ولذلك فهو قادر على التمييز بين الحق والباطل ، ولا يشتبه عليه هذا بذاك .. وهو مطالب دائمًا أن يبحث عن الحق ويراه ويسانده بالفعل أو بالقول أو بالقلب.
و رغم ذلك فهناك أمور قد لا نتبين فيها الحق من الباطل بسهولة، وهذا وارد ، ولكن هذا الإشتباه لا يستمر ، إذ سريعاً ما تتكشف الأحداث و يمتاز الحق مما سواه … والله رحيم ؛ يقبل التوب ويغفر الذنب.
يحذرنا الله من التلبيس ، فالأمم التي لا تتعاون على الحق تضل ، فالضلال عماء وتهيه ، والله لا يرضى لنا ذلك ، يحب الله لنا أن نعيش في النور وبالنور ، والله نور السموات والأرض.
أما ما لا يمكن التساهل فيه ، هو أن تنكر الشهادة أو تكتم حقاً تعلمه حين يطلب منك ذلك ، فتقف صامتاً وأنت ترى الباطل ينتصر ويتمدد ، فهنا ستكون ممن يلبس الحق في الباطل والباطل في الحق عن عمد و قصد وهوى في نفسك …. ؛ نعم ، فمجرد كتمان الحق تلبيس ، وكل تلبيس خداع وكل خداع إنتقاص من الحق ، والله هو الحق، والله لا يرضى منك أن تنتقص منه، فكن مع الحق دائماً تكن مع الله دائماً.
هذا بالنسبة لمن يكتم الحق ، فما بالك بمن يجاهر بالباطل ويناصر البغي؟
Categories: الإعجاز فى القرأن و السنة