أهل الإحسان
بقلم / محمد فضل فتح الباب
أنظروا تحت أرجلكم .. تجدوا تراب خمسة عصور و بقايا خمس مدن و آثار خمس حضارات تحت تراب القاهرة .. حضارة فرعونية و حضارة إغريقيه وحضارة فارسيه و حضاره رومانيه و حضارة إسلامية ..
بل ربما تحت أقدامكم الآن بقايا درع مكسور كان يلبسها فارس مغوار و بقايا مكحله كانت تكتحل بها أميره تتهادى وسط موكب فخم ، و أكاد أسمع أصوات المواكب و نفير الجيوش تحت التراب .. و العرس وضيوفه والقاتل والقتيل والظالم والمظلوم فى حفرة واحدة وقد أستووا تراباً ؛ لكن الله هو الأعلم بمصائرهم فى الآخرة ..
لاشئ فى الدنيا يساوى أن نكذب أو نخون أو نظلم ، لا شئ يدعونا لأن نخاف .. فالخائف سوف يتمدد إلى جوار الذى يخاف منه بعد قليل ، والجبان لن ينجو من الموت والرعديد سوف يسبق الشجاع الى حتفه .
و سوف تتفكك هذه البنايات وتنهار تلك العمائر الجميلة كأنها نماذج من ورق ، و سوف تزول هذه الزخارف كأنها نقش على الماء .. و لن تبقى إلا شواهد القبور.. ثم تغور الشواهد فى التراب أو الرمال ، فلا يلبث ألا يبقى إسم ولا رسم ، والذى يعى هذا جيداً سوف يقبل على الدنيا بجسارة وسوف يخوض احداثها بقلب غير هياب ، وسوف ينطق الحق لا يخشى فيه لومه لائم وسوف يبسط يده بالخير لايخاف فقرا وسوف يواجه البأس لا تزلزله الزلازل ولا تحركه النوازل و هؤلاء هم أهل الإحسان الذين يعبدون الله كأنهم يرونه و يتعاملون مع الموت كأنه رفيق حاضر وصاحب مصاحب منذ الميلاد
فأجتهدوا أن تكونوا من هؤلاء لتدين لكم الدنيا و تسلم لكم الآخرة وقولوا الحق يرحمكم الله و لا تخافون من ذي سلطان لأن الله سبحانه وتعالى أولى بأن نخشاه و نخاف منه ، وفقكم الله إلى العمل بما يرضيه ، و أن يثبت قلوبنا على الطاعة .. لأن النفس طماعه فلابد أن نعودها القناعة .. ، حفظنا الله وإياكم.
Categories: أعمدة الرأى