Menu

لطائف بلاغية

بقلم د. أحمد فتحي الحياني
أستاذ بكلية الآداب
جامعة الموصل

“… فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ … ” آل عمران / ١٨٥ .

من إعجاز القرآن البياني تصوير المعنى باللفظة بجرسها وإيقاعها فضلا عن بُنيتِها الصرفيةِ التي تنطوي على معان إضافية.
من ذلك لفظة ( زُحْزِحَ ) الواردة في قوله تعالى :
” …فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّار وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ… ” .
وزُحزِحَ : من زَحَّهُ ، أي : أَبعده من مكان إلى آخر بقوة جَذْبٍ سريعة ، ويحتمل أبعده بجذب بطيئ ومشقة ، كلا المعنَيَيْن يحتمله اللفظ القرآني الذي شكَّل صورةً بجرسه وإيقاعه الدال على معناه ، فضلا عن بنيته الصرفية لِمَا لم يُسمَّ فاعِلُه الذي أوحى برحمة الله التي زحزحته عن السقوط في النار إلى الجنة مكان الفوز .
وفيه إيحاء بأنَّ الإنسانَ المسلمَ لايعلمُ ما العملُ الذي قدّمه في دنياه يكون سببا في نَيل رحمة الله التي تُزحزِحُه عن عذاب النار إلى نعيم الجنة ؟ فلاتستهين أيها المسلم بأيِّ عَمَلٍ صالحٍ قد لاتُلقي له بالك كبيرا كان أو صغيرا ، أو ( حسنة نوعية ) عمِلتَها بينك وبين ربِّكَ كانت سببا في زحزحتك عن النار إلى دخول الجنة التي هي في حقيقتها نعمتان كبريان : النجاة من المرهوب ( النار ) ، والفوز بالمطلوب ( الجنة ) مكان الفوز العظيم .
جعلنا اللهُ وإياكم بالصيام مِمّن زُحزِحَ عن النار وأُدخِلَ الجنة . آمين .

Categories:   الإعجاز فى القرأن و السنة

Comments