Menu

انا ضد الكسر

بقلم  : إيناس محمد حسن
————————–

تحقق إعلانات رمضان نسب مشاهدات تكاد تقترب من مشاهدات الدراما الرمضانية ، ولذا نجد المعلنون يتسابقون في مغازلة المشاهد ومحاولة كسب وده باختيار نجوم لامعه للإعلان يحبها المشاهدين .
ولكن تبقي الفكرة الإعلانية هي النجم الأبرز والأنجح في اي إعلان ، فنجد إعلان بنك مصر والذي يركز علي فكرة التحدي والصمود لتحقيق الهدف ، وانتماء المواطن لمصريته رغم الصعوبات واختيار النسر في القلب كما النسر في قلب علم مصر رمز للقوة والتميز .
النماذج التي يظهرها الإعلان ويشير بالضوء لأماكن قوتها القلب ، اليد ، العقل ….. في أبطال الإعلان وهم المرأة المصرية سواء ربة المنزل او التي قررت خوض العمل في مجالات جديدة وصعبة والشباب المكافح الطموح رياضيا وعمليا ، و العديد من الشخصيات المصرية الاصيلة .
والأطفال وهم رمز للحلم القادم والطموح .
نجد ان فكرة الإعلان وأبطاله من الوجوه المصرية تأتي في المرتبة الاولي من حيث التأثير في المتلقي في حين أن التركيز علي نجوم الغناء بالإعلان يأتي في المرتبة الثانية .
والكلمة الأبرز في الأغنية هي( انا ضد الكسر )
والتي تعطي إحساس بالتحدي والطاقة الايجابية .
بالمقارنة بإعلانات شركات المحمول الثلاثة نجد ان المتلقي يركز اكثر علي نجوم الاعلان مما يطغي علي الفكرة والهدف المراد توصيله للجمهور .
ولعل أنجحهم اعلان موبينيل للنجمين تامر حسني ونانسي عجرم وقد يعود هذا النجاح لاتقان اغنية الاعلان من حيث تناغم الصوتين معا والموسيقي المميزة وفكرة الاعلان التي تروج لمبدأ مراعاة الأخرين والتفكير فيهم إسعادهم ولو بكلمة طيبة (الفرق كبير )
فاذا سألت نفسك كمتلقي ما هي الرسالة الآخيرة أو الهدف من إعلان…. مثلا محمد رمضان وفان دام … ستجد صعوبة في تذكر او إدراك العرض الترويجي مما لا يخدم الاعلان والهدف منه .
ايضا لا يفوتنا اتقان إعلان شركة الاتصالات المصرية we والذي يبرز الدور المجتمعي لها وتحملها لتكاليف زراعة قوقعة الاذن لقوائم انتظار الأطفال المصابين كاملة .
الإعلان جذاب جدا للمتلقي يجعله مشدود ويأخذه لتوقع منتج خاص بالأطفال حتي يتفاجأ برد الطفل الأخير (علشان انا اللي مش سامع الكلام)، ومن وجهة نظري هو ينبه الأباء والأمهات الي أن المؤشرات التي تحدث عنها الأطفال في الإعلان من عدم قدرة علي الأكل و العناد و عدم النوم يمكن ان يكون سببها ضعف السمع …لذا انتبهوا وأسرعوا للكشف علي الاذن ولا تظلموا أبناءكم.
واثناء متابعتنا وتحليلنا لإعلانات رمضان من الناحية المهنية لا يفوتنا إعلان مدينتي وآختيار صوت أصالة المميز وأختيار أن يكون البطل امرأة وربط اجمل لحظاتها علي مدي عمرها من خلال لقطات مختلفة مع شريك حياتها وارتباطهما بالمدينة ، هنا تعامل مع المرأة لانها صاحبة القرار الأول -في معظم الأحوال – في اختيار مكان الاستقرار والمعيشة ولأنها عاطفية وترتبط بالمكان جدا فاستخدم مصمم الإعلان هذه الميزة في التأثير علي جمهوره المستهدف بربط من اتخذ قرار الشراء بالفعل بالمدينة ووضعه في حالة الانتماء لها والحب للمكان مما يدعم قراره الشرائي وفي نفس الوقت يشجع من يفكر في القرار علي سرعة إتخاذه ، الأغنية بكلماتها وألحانها وتصويرها تذكر المرأة بقصائد الحب مما يدعم الفكرة ويجعلها مؤثرة .
ولكن تظل علي القمة الإعلانات التي تركز علي أن تقدم رسالة إيجابية مدعومة بنجوم الفن المحبوبين و تنبع من مسئوليتها الإجتماعية تجاه المجتمع .. تكون أقرب للمتلقي وتصل من خلالها الرسالة بصورة سريعة ومباشرة .
وفي النهايه لابد أن يفكر مصممو الإعلانات بعقل المتلقي ، فاليوم تمر جميع فئات المجتمع المصري بظروف اقتصادية صعبة تحتاج لأن تري نجومها يشحذون الهممم ويعطون طاقة ايجابية لهم ، كما يمر المجتمع بتغيرات سلوكية واجتماعية تحتاج لنجوم المجتمع والثقافة والفن للدعوة للترويج لمبدأ اخلاقي او سلوكي من خلال إعلان متكامل من حيث الصورة والألحان والمضمون.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments