Menu

استقالة

بقلم: عبد الله حمدي
مدرب ومثقف عمالي بالمؤسسة الثقافية العمالية
——————————
هي كلمة صغيرة، ولكنها تعني الكثير لقائلها ولمن حوله، ويترتب عليها الكثير لذلك يفكر الشخص ألف مرة قبل أن ينطقها. ومؤخراً جالت هذه الكلمة بخاطري كثيراً، ورددتها حتى أرى ردود فعل من حولي ، فرأيت ردود فعل من نوع:
ليه كده …. استني شوية ….. ما تتسرعش ….. عندك بنات…. هو حصل حاجة
أغلب الناس نظر إليها بالمعنى المباشر الذي يراه الناس سلبياً نظراً لطبيعة الإنسان الذي يخاف من المجهول، ويخاف من فقدان بعض المميزات ، لم ينظر إليها أحد من وجه آخر. فالشخص يدفن رأسه في الروتين لكي ينسى الكثير من ضغوطات ومتطلبات الحياة ، لكي لا يفكر في المستقبل، والاستقالة أغلبنا يربطها بترك الشخص للعمل أوالوظيفة التي تعود عليها، وصارت هي عصب حياته، حتى يقف في نهاية كل شهر أمام الخزينة أوماكينة الصرف ليقبض مرتبه الذي هو نتاج عقد مبرم بينه وبين صاحب العمل فكيف له التفكير فى الاستقالة وخسارة ذلك المرتب.
ولكن الاستقالة بالنسبة لى لها معنى آخر، فهي ترك كل ماهو سيئ ومنبوذ داخل الإنسان مما يعيقه نفسياً عن تحقيق مراده وعن تحقيق هدفه في التوصل إلي نجاح معين يريده، إنها بالنسبة لي تختلف من شخص لاخر حسب موقعه الوظيفي والعملي :
فالموظف: لابد أن يستقيل عن التشاؤم والغيبة والنميمة وعن الوقيعة بين الزملاء وسوء الظن.
والمعلم: لابد أن يستقيل عن التهاون في الشرح لطلابه واستغلال مهارته لاعطاء الدروس الخصوصية.
ورجل الدين: لابد أن يستقيل عن التعصب لشخص أو لفئة معينة.
والتاجر: لابد أن يستقيل عن الغش ورفع الأسعار والاحتكار .
والطالب: لابد ان يستقيل عن تضيع وقته وان يجتهد في دراسته وفي إرضاء أهله
فالاستقالة في كل موقف وكل لحظة لها انعكاس على صاحبها وعلي الآخرين، وحين أطلقها فإننا ابعث من خلالها نداء إلي كل مواطن مصري رجل وامرأة .. كبيروصغير .. طالب ومعلم .. رجل دين ورجل دولة .. رجل أعمال وموظف .. تاجرومستهلك .. ندائي إلي كل من يعرفني ومن لم يعرفني :
استقيلوا من التشاؤم
استقيلوا من سوء الظن
استقيلوا من تضييع الوقت
استقيلوا من الغيبة والنميمة
استقيلوا من إيذاءالجيران والزملاء بالكلام وبالفعل
استقيلوا من الاستهانة بالآخرين مهما كان مركزك
استقيلوا من الاستماع لما يضر الوطن
استقيل عن كل ماهو قبيح يُنتج قبيحاً

Categories:   أعمدة الرأى

Comments