Menu

أي مدير أنت . . ؟ 

أي مدير أنت . . ؟ 

الذي يقود أم الذي يسوق ؟!

بقلم: محمد فضل فتح الباب

عند إختلافك مع الآخر فلا تعتبره عدوك على الفور .. بل حاول الترفع على ذاتك بالإنصات إليه ، لتكن الاستفادة أكبر. فأساس الحياة هو الإختلاف الذي يفرز التنوع الضروري لكى نتكامل مع بعضنا البعض ، وكل منا يستر عيوب غيره فى التفكير لكى نجتمع على عمل متميز متكامل. وفي أماكن العمل إذا كان ذلك هو أسلوب القيادة المتبع فإنه ينعكس على صورة مكان العمل بأنه كيان ناجح ، حيث تكون القيادات به قادرة على بناء كوادر جديد ذات كفاءة للعمل.
ولكن عندما تدير العمل بنظام الاتباع فانت هنا لا تقود ولكنك (تسوق) من تعمل معهم، فيكون العمل ناقصاً، وتكون قد خلقت (أتباع) تعمل وفق تفكيرك أنت، لا كفاءات تفكر معك، ويكون بالتالي العبء الكبير عليك ، وهنا عندما تُسأل عمن يعملون معك، فستجد أنك تتحدث عنهم بسوء، لأنك تراهم غير قادرين على العمل معك، بينما أنت من حولت من حولك إلى فاشلين، حتى تظهر بأنك أنت الناجح الوحيد بينهم. ولكن عندما تظهر نتائج الأعمال فإن الكثيرين سيحكمون عليك أنت بالفشل ، وسيضعون كافة المسئولية على عاتقك فى النهاية.
فإذا أردت أن تُحدث تغييراً ملموساً من الجميع فيجب عليك أنت أن تغير من رؤيتك لمن حولك فتصنع منهم قادة فإنهم يساعدونك على تحقيق التفوق المنشود.
ثم .. عليك أن تتسم بالتواضع فكلنا من تراب ، كما عليك أن تكون مبدعاً لا مبتدعاً، لا تعمل بفكر الماضي لتواجه به المستقبل، فالظروف تتغير وما كان يصلح فى الماضي لن يناسب المستقبل.
عليك التفكير خارج الصندوق، حتى لا تتسبب فى كوارث مستقبلية، فبالتفكير خارج الصندوق، يكون لديك بدائل لحل المشكلات المتوقعة، وخطط وأهداف تسعى لتحقيقها، والتعلم من دروس الماضي لعدم حدوثها مستقبلاً، وتكون مستعداً لها وجاهزاً بالتدابير المستقبلية، من هنا تصل لمرتبة الإبداع فى العمل، وهنا تحصل على لقب (القائد) الحق ، لأنك قمت بخلق كوادر قيادية جديدة، تستطيع تحمل أعباء و تحديات الحاضر والمستقبل.
أما إذا كانت الأهواء الشخصية هى المحرك الأساسى لك، فأنت هناك ستسوق من يتبعونك دون رؤية، وتصل بهم فى النهايه إلى الهاوية. فالتطوير عملية يتم بموجبها المواءمة بين احتياجات الفرد ورغباته فى التقدم الوظيفى، وبين احتياجات المنظومة المستقبلية وسعيها الدائم للنمو.
التطوير هو سلوك مستمر ومتجدد وليس له مصدر واحد. ومن أجل التطوير أنت تحتاج إلى التدريب من أجل تغيير الدوافع والمعارف المحركة للعاملين، بهدف إحداث التوافق بين خصائص وقدرات الموظف وبين متطلبات العمل فى المستقبل.
وفى النهاية أقول، إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم ، فكن قائداً لتصنع أعمدة تساعدك على النهوض.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments