Menu

المطيري في حوار خاص لمجلة الثقافة العمالية

حوار أجرته : بسنت منجي

على هامش افتتاح الندوة القومية حول تطبيق نظام التأمين الصحي على العمال المتقاعدين العرب يوم الاحد 2019/12/15  التقينا بسماحة السيد فايز المطيري مدير عام منظمة العمل العربية وكان لنا معه هذا اللقاء .

* نسعى لبناء الدول عن طريق بناء الإنسان.
* العقول العربية الفذة هي معبرنا الآمن نحو المستقبل.
* الفكر المستنير هو دعامة النهضة الشاملة.
* نعمل على ترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة.

س: وضعت منظمة العمل العربية لنفسها أهدافاً كبرى تحت قيادة سيادتكم .. ، و كان في مقدمتها تحسين بيئة العمل و المساهمة الفعالة في خفض نسبه الفقر الى النصف بحلول عام 2030 ،،
فما هي خطتكم لتحقيق هذا الهدف الطموح ؟

* في الواقع لقد وضعنا إستراتيچية تستند لترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة ، و لقد ساعدنا في ذلك أن الكثير من الدول العربية قد تبنت الخطط التنموية التي تنهض على إستراتيچية التنمية المستدامة 2030 ، و التي تنطلق من الإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية ، و إعادة تأهيل و تدريب الموارد البشرية لكي تتوائم مع متطلبات العصر ، مع فتح آفاق إستثمارية جديدة مثل تعزيز دور الاقتصاد الأزرق و الذي يؤكد أهمية الحفاظ على الثروات و المسطحات المائية مع ضرورة إستثمارها بشكل يساهم في تنويع مصادر الدخل و رفع معدل النمو ، بما يؤدي لخفض معدل الفقر والحد من ظاهرة البطالة المستفحلة.

س : تعرضت العديد من البلدان العربية لأزمات كبري خلال السنوات الماضية مما ادي لتضاعف معدلات الهجرة الى البلدان المجاورة .. ،
فما هي رؤيتكم لحماية تلك العمالة المهاجرة ؟ و كيفية توجيه الدعم الضروري لها لكي تنخرط في سوق العمل ؟
* إن الإغتراب لا يقتصر على دولة عربية واحدة ، إنما يمتد ليشمل عدة دول عربية ، والكل يعلم هذا .. لذا فلا يسعنا إلا أن ندعو الله تعالى بأن يعم الأمن والأمان على سائر أقطار وطننا العربي ، و أن يحل الإستقرار على كافة مؤسساتنا العربية لكي نستطيع المساهمة في إعادة تأهيل و تشكيل هذه العمالة المهجرة من أوطانها هرباً من عنف أو خلافه ، و في الواقع نحن نحتاج إلى حلول كبيرة تستلزم تضافر كافة الجهود الدولية و الإقليمية للمساهمة في تحسين الظروف المعيشية لتلك العمالة عن طريق إعادة تدريبها لكي تسهل عملية دمجها داخل المجتمعات التي أستوعبت تلك الأعداد الكبيرة منهم .. مع العلم أن هذه الأزمة قد طالت بلداناً أخرى خارج الوطن العربي. لذا ندعو الله عز وجل ان يديم علينا نعمه الامن والامان و التي ننعم بها بالفعل داخل في جمهورية مصر العربية.

س :لطالما ذكرت سيادتك أن البطالة هي التحدي الأكبر التي يواجه الدول العربية ..
فما هي أدواتكم لمواجهة أزمة البطالة المستفحلة ؟

* إن الهاجس الكبير على مستوى العالم و ليس على مستوى منظمتنا العربية فحسب .. هو ذلك الارتفاع الكبير في نسبة البطالة لاسيما في ظل المعطيات الجديدة و التحديات المعاصرة لما تشهده سوق العمل من أنماط جديدة ، بعد أن حلت الآلات محل الطاقة البشرية فيما عدا العمالة الفنية الماهرة ، مما أدى لتزايد مخاوف العمال على مستوى العالم بأكمله. لذا فإن الإستراتيچية التي ننتهجها هي الإستثمار في العنصر البشري ، فنحن نسعى لبناء الدول عن طريق بناء الإنسان ، فنقوم بتقديم الدراسات البحثية عن مستقبل أسواق العمل بالمقارنة بواقع القوى العاملة العربية و طرق سد الفجوة بين المأمول و المتاح عن طريق تطوير البرامج التدريبية و مواكبة التطور التكنولوجي.
كما نتطلع لدعم كافة الدول العربية للشبكة العربية لأسواق العمل ، و التي تسهم في دعم الشباب للحصول على عمل مناسب و تدريب جيد لكي تتوائم مهاراتهم مع متطلبات التشغيل.
كما أحب أن أشير بأن الوطن العربي يحظى بنسبٍ عالية من الشباب ، و هذا ما يُحَتّم علينا إستغلالها عن طريق دعم المشاريع الصغيرة ، و التي اصبحت من أساسيات الإقتصاديات المعاصرة حيث تهتم بها الحكومات ، و ذلك بتقديم كل الدعم و الحماية للمؤسسات الصغيرة و المنشآت الحرفية ، بالإضافة إلى المشروعات المتناهية الصغر لأنها بمثابة الحل السحري لخلق فرص عمل للشباب.

س : يمتلك الوطن العربي الثروات الهائلة والمساحات الشاسعة والموارد البشرية المدربة ومع ذلك لا يتناسب معدلي التنمية والاستثمار مع حجم تلك الامكانيات ..
فما هي رؤيه سيادتكم نحو تحقيق التعاون والتكامل العربي الفعال؟

* إن التنمية لا تتحقق بعيداً عن بذل الجهد و العمل الدؤوب ، فالعمل الجاد هو المطلوب اولاً ، و الاستقرار هو المطلوب ثانياً ، إن بناء الدول لا يتطلب ثروات طائلة بقدر ما يتطلب فكر مستنير ، فلو نظرنا ملياً إلى تجربة الدول المتقدمة الكبرى سنجد أنها تملك ذلك الفكر و هو الذي مكنها من استغلال مواردها بشكل رشيد كفل لبعضها تحقيق نهضة شاملة في أوقات قياسية.
و العقول العربية هي من كانت الدعامة الأساسية في بناء كثير من الدول سواء عربية أو غير عربية ، فلننظر إلى كيفية الاستفادة من هذه العقول الفذة فهي معبرنا الآمن نحو المستقبل.

س : ما موفقكم تجاه تزايد معدلات النزاعات العمالية بماذا تنصحون إزاء تزايدها ؟
* نعمل على ترسيخ مفهوم الشراكة الإيجابية بين أطراف العمل الثلاثة ، و إتباع وسيلتي الحوار و المفاوضة كسبيل رشيد للوصول لعلاقات عمل متوازنة يسودها العدل و إعلاء المصلحة الوطنية مع الحفاظ على حقوق و مكتسبات العمال.

س : تواجه المرأة العاملة العديد من العوائق والمنغصات داخل مقرات العمل سواء في الوطن العربي او في دول المهجر .. ، ما دور المنظمة للتوعية بتلك القضية الشائكة ؟
*إن الإخراط في عملية تنموية شاملة و مستدامة يستلزم دمج كافة مكونات المجتمع و فئاته ، و المرأة هي نصف القوى العاملة لأي مجتمع و تهميشها أو أضطهادها يعني فشل المجتمع ككل ، و للمرأة مكانة متميزة بداخل منظمة العمل العربية ، فهنالك لجنة خاصة للمرأة يشكلها المؤتمر العام كل عامين ، و تشكل هذه اللجنة من واحد و عشرين سيدة من الوطن العربي ، و يتم تمثيل كافة الأطراف بداخلها من سيدات يمثلن أصحاب الأعمال ، و أخريات يمثلن فئة العمال ، و أخريات يمثلن الحكومات ، بالإضافة إلى مقرر يختاره المدير العام بنفسه ، و خير دليل على اهتمام منظمة العمل العربية بالمرأة العاملة أننا قد عقدنا منذ شهر أحد المنتديات الكبرى و الذي ناقشنا خلاله استراتيجيات العمل للمرأة العربية و سبل تذليل المعوقات ، و قد خرجنا بتوصيات مهمة تم رفعها للمختصين ، و كذلك إلى أطراف الإنتاج الثلاثة من أصحاب أعمال وحكومات وعمال ، كما قُدمت إلى جامعة الدول العربية لكي تعم الفائدة.

س : ما هي رؤية سيادتكم لآفاق التعاون بين منظمة العمل العربية و المؤسسة الثقافية العمالية؟
* إن المؤسسة الثقافية العمالية لها في قلبي محبة خالصة و مكانة رفيعة ، و قد عادت بي المخيلة لعام 93 عندما حصلت بين جدرانها الحبيبة على الدورة التثقيفية الاولى لي حيث كان عمري حينذاك 21 عاما ، فهي كانت و لم تزل نبراساً للعلم و الثقافة الرفيعة كما أنها موطن التدريب الرفيع ، و لطالما قدمت خدماتها لجموع العمال العرب فهي بيت العطاء و الإستنارة.
و أتوجه بالشكر لمدير عام المؤسسة الثقافية العمالية اخي جمال حسان على الدور الكبير الذي يقدمه ، فهو يسير على نهج التحديث الرشيد ، فالمؤسسة تحت قيادته تطورت بشكل ملموس في تقديم الكثير من البرامج التثقيفية علي مستوى الوطن العربي ، لكن شهادتي في فضائل المؤسسة مجروحة .. لكنني مهما أسهبت عنها لن اوفيها حقها فهي الرائدة منذ عشرات الأعوام ، و للحق فقد شهدت تقدماً أرجو له أن يستمر و أن يديم الله تعالى عليكم التوفيق و السداد.

Categories:   أخبار, أعمدة الرأى, المؤسسة الثقافية العمالية, عن المؤسسة الثقافية العمالية

Comments