Menu

تقديرات أولية بعد غارة الصواريخ الإيرانية

بقلم : د. عبد العظيم حماد

نشر المفكر الكبير عبد العظيم حماد ، تحليلاً ثابقاً للوضع الإستراتيجي في المنطقة بعد تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية و إيران ، على صفحته الشخصية ، و قد وضع رؤيته المغايرة في النقاط التالية :

١- يجب ألا يكون لدينا أوهام حول التفوق الأمريكي العسكري الكاسح ليس فقط علي إيران ، ولكن علي جميع دول العام (عدا توازن الرعب النووي) مع روسيا علي وجه الخصوص والصين الي حد ما.

٢- لكن حين تنجح إيران في إيصال نسبة النصف (حسب الساخرين من قدراتها ومن نظامها ) من الصواريخ الموجهة بدقة الي قاعدتين أمريكيين علي بعد ٨٠٠ كيلو متر برؤوس متفجرة زنة ٦٥٠ كيلو جرام ولا تستطيع الدفاعات الصاروخية الأمريكية اعتراضها في الجو (حتي مع رصدها وإطلاق صفارات الإنذار في القاعدتين ليحتمي الأفراد بالملاجئ) فإن ذلك يعني أن إيران قادرة علي إلحاق أضرار كبيرة بأهداف عسكرية و إقتصادية علي نطاق جغرافي واسع ومديد ، وهو ماثبت من قبل في قصف شركة آرامكو و إسقاط الدرون الأمريكية في الصيف الماضي بعد رصد إقلاعها من الظفرة الاماراتية ورصد الطائرة المرافقة لها وتحديد عدد العسكريين الأمريكيين عليها ثم الإمتناع عن إستهداف هذه الطائرة المرافقة لتجنب قتل أمريكيين والتصويب بدقة علي الدرون وحدها بما يؤكد مرة أخري القدرة علي إلحاق أضرار كبيرة.
٣- اذن يبقي المعيار الحاكم للقرار الأمريكي هو القدرة السياسية و الإقتصادية (وليس العسكرية ) للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة والعالم علي تحمل أو امتصاص هذه الأضرار

٤- لا جدال فيما أظن حول هشاشة أوضاع العراق والخليج برمته والسعودية سياسياً واقتصادياً

ه- لا جدال كذلك حول الأضرار التي قد تلحق بإنجازات ترامب الاقتصادية في الداخل الأمريكي إذا تسببت حرب كبيرة مع إيران في أزمة طاقة عالمية ، حتي لو لم تكن أمريكا بحاجة لبترول الخليج فشركاتها هي صاحبة أكبر حصة في سوقه الي جانب التأثيرات الجانبية للاعتماد المتبادل للاقتصادات العالمية.

٦- في عام الأنتخابات الرئاسية تتضاعف أهمية هذه الحسابات.

٧- من الواجب إفتراض وجود لوبي داخل إدارة ترامب يعمل لحساب أولويات اليمين الاسرائيلي علي غرار جماعة المحافظين الجدد في إدارة بوش الإبن الذين نجحوا في تحويل مسار الرئيس بالكامل إستغلالاً لهجمات ١١سبتمبر ، و يقود هذا اللوبي الآن “مايك بنس” نائب ترامب ومعه “بومبيو” وزير الخارجية مثلما وجد المحافظون الجدد في ديك تشيني نائب بوش قائداً لهم (مع أنه كان من مدرسة الواقعية السياسية ) ومعه رامسفيلد وزير الدفاع

٨- واضح أن القيادة الإيرانية حذرة في الأفعال بأكثر من الأقوال دون إنكفاءات مهينة
وقد يساعد ذلك في الحد من أثر المتطرفين أولئك علي قرار ترامب.

٩- لا توجد ضمانات لحتمية رشد الحسابات ، كما لا يوجد ما يحتم تجاهلها علي الجانبين
١٠-لازلت أميل الي إستبعاد الحرب الشاملة وقد يكون ذلك مجرد تفكير بالتمني.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments