Menu

سبع علاقات = حياة متزنة

حوار أجرته : بسنت منجي

علي هامش المؤتمر الدولي الحادي عشر للتدريب ألتقينا بالدكتور أحمد سمير – مؤسس ورئيس مشروع الحياه المتوازنة بالكويت والوطن العربي والمستشار الدولي في التنمية المستدامة و رؤيه 2030 و السفير الأممي للشراكة المجتمعية. و طرحنا عليه هذا السؤال المحوري في حياة الإنسان منذ بدء الخليقة عن : كيفيه الوصول لحياة متوازنة ؟
* إن الوصول لحياة متزنة هو حقاً الهدف الكبير لكل إنسان ، و لكنه مثله مثل أي هدف نرغب في إنجازه بحياتنا ؛ يحتاج إرادة مبدئية من الشخص نفسه .. أي يحتاج إلى قرار ، فالقرار هو بداية طريق الإصرار ، و بعد ذلك يأتي الإدراك الذاتي بضرورة العمل علي النفس و ذلك يكون بأن يعي المرء جيداً أن بداخله كنز يجب أن يستفيد منه ، و يؤمن بأنه ليس مهماً اين هو الآن .. ولكن الأهم الي أين سيصل في المستقبل ، و ذلك بأن يحدد أهدافه ويقسمها الي أهداف يوميه وأهداف اسبوعيه وأهداف شهريه وأهداف سنوية ، لأنه يتعين عليه إذا أتخذ قراراً أن ينهض بعدها مباشرة في إتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ آلية هذا القرار .
أهم شيء في الحياه المتوازنة هي معادلة لابد لنا من السير عليها تختص بسبع أركان أو علاقات اساسيه في حياتنا يجب علينا معرفة موقعنا في هذه العلاقات ، و في أي نقطة نحن لكي نقوم بعدها بإعداد العدة ، فالحياة المتزنة هدف تلزمه رؤية مبصرة و تخطيط شامل .. ببساطه : ٌٌ”غير إدراكك لكي تغير حياتك”
فلنستعرض سويا السبع أركان أو علاقات التي ستقودنا بعون الله و فضله الي الوصول للحياة المتزنة .
العلاقة الاولى : علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى وتتمثل في إصلاح العقيدة أولاً ثم الإمتثال للعبادات كالصلاة و الصوم و كافة الطقوس الدينية كلاً حسب دينه ، لأن المفتاح الديني هو أنني أحترم عقيدتك و تحترم عقيدتي بمعني : لكم دينكم ولي دين ، فأحترم معتقدك حتي و إن أختلفت معك والعكس صحيح لأننا جميعا نعيش تحت نفس السماء وعلي نفس الارض ونستنشق نفس الهواء لذلك يجب علينا أن يكون عندنا توازن ديني .
العلاقة الثانية : هي الصحة يوجد إشكالية كبيرة في مفهوم الصحة لوجود مشكله كبيرة في مناهجنا ودراستها في كليه الطب ، و بصفتي خريج كلية طب جامعة الأزهر ، فجل ما يدرس فيها عبارة عن تعريف بالمرض و طرق علاجه ، انما ما اريد ان اطالب به وزير التعليم العالي هو زيادة جزء يدرسه الطالب يختص بالحفاظ على الصحة وكيفيه الوقاية من العديد من الامراض ، لأننا إذا قسمنا الامراض سنجدها ثلاثة أقسام .. الأول وراثي : إذا حافظنا على الحياة بشكل متوازن من مأكل و مشرب وضغوط عصبية ، نستطيع ان نتجنب 70 % من هذه الأمراض مثل السكر والضغط ، أما القسم الثاني .. فهو المكتسب : ويشمل ثلثي الأمراض التي تصيب الإنسان و يمكن تفاديها بقليل من الإجراءات الاحترازية من نظافة شخصيه و نظافة الأطعمه و المياه وكذلك ضبط ساعات النوم و اوقاته ، و القسم الثالث .. فهو الوبائي : مثل الانفلونزا او الفيروسات وهي تخضع للمواسم التي نعيش فيها . فجميعها نتيجة ممارسات الحياة الخاطئة و يمكن تجنبها بصوره بسيطة و بذلك ستوفر علينا وعلي الدولة نسبه من ٨% إلي ١٥% من موازنة الدولة في مجال الصحة وينصرف هذا الدخل الي مجال آخر أجدر أن ينتفع به .
العلاقة الثالثة : هي الركن الشخصي الذي يعتمد علي الثقة بالنفس و تقدير الذات ؛ وينقسم الى قسمين ، قدرات فطرية يخلق بها الشخص ، و قدرات مكتسبة ، و هذا خلاف الإمكانيات و للأسف يوجد خلط بين القدرات الفطرية والقدرات المكتسبة و مقارنتها بالإمكانيات .. إن مفتاح النمو الشخصي هو النجاح ، فعندما نقول لك بصفة مستمرة انك عندك القدرة علي النجاح نعزز عندك قناعتك النفسية بضرورة ذلك ، و هذا يرجع لأن الإنسان يفكر بالوحدة العقلية في العقل الواعي ، والعقل الواعي يسع من خمس إلى سبع معلومات أما العقل الباطن فله نفس الوحدة العقلية ولكنها تحمل ٢ مليار معلومة ، لذا فإن العمل علي العقل الباطن بمحاولة ترسيخ الاتزان داخله يجعله بمرور الوقت عادةً مكتسبة .

العلاقة الرابعة : هي علاقتنا الأسرية ، و مفهوم الأسرة ينحصر في الأسرة الصغيرة المكونة من اب و أم و أولاد ، و هنا لابد أن ندرك الاختلافات بين الذكر والأنثى و نحترمه لأنه إختلاف يمنحنا تكاملاً لو تكلل بالاحترام المتبادل بين الزوجين أيضا بين الآباء والأمهات والأبناء حتي يري الأبناء القدوة داخل المنزل ، أما الأسرة الاكبر و هي العم والخال و الأجداد و بها تتحدد الجبهة الداخلية لأي شخص و التي تمثل الدعم الضروري بكل صوره من معنوي و نفسي و مادي و تكافلي ، فإذا وجد خلل فيها أو قصور أو تقطيع أرحام فلا يتحقق الاتزان المنشود.
العلاقة الخامسة : هي علاقتنا بالمجتمع الذي نعيش فيه لذا نلاحظ أن الهدف الرئيسي للدين الاسلامي و هو الخلق من اجل العبادة ؛ بالإضافة إلى التعارف الذي يحقق الانتشار بغية إعمار الأرض ، فاذا مشينا في الارض الله نقطع الاوصال والارحام فكيف نعيش وكيف ننتج فالأخذ مثال أب يقول لأبنائه خذوا هذا الطعام لتأكلوا و اب آخر يقول لأبنائه ماذا تريدوا من طعام واب آخر يقول لأبنائه تريدوا ان تأكلوا تعالوا ساعدوني فالحياة المتوازنة يجب علينا جميعا مساعده بعضنا البعض أن نسهل الربط بين ثلاث دوائر رئيسيه هي الفرد و الاسرة والمجتمع و خلق بيئة اجتماعية يسودها الحب والتعاون والتكاتف والتكافل لتحقيق هدف واحد هو إصلاح المجتمع و إرضاء الله في الدنيا والآخرة .
العلاقة السادسة : هي العلاقه المهنية ، نعلم أنه طبقا للقياسات الأوروبية ان 35% من إجمالي العاملين يمتهنوا مهناً لا يفضلونها ، فأنظر إذآ لحجم الإنتاجية التي ينجزها هذا العامل ، فلربما يعمل عملاً فعلياً مدته ٢٧ دقيقه من أصل ٨ ساعات ، فلابد من إتقان العمل مع الإخلاص فيما نعمل اليوم مع السعي للوصول إلى ما نحب عمله بالفعل ، حتي نصل للتوازن ومن الممكن أن نعمل في أكثر من جهة حتي نحفظ كرامتنا من جهة و نحقق ما نحب من جهة اخري فنحقق التوازن .
العلاقة السابعة : العلاقة المادية ، تلك التي يلهث ورائها الناس جميعا تاركين أو متناسين العلاقات السته السابقة، لا ننكر ان مجتمعاتنا من المجتمعات ذات الدخل المتوسط و ربما اقل من المتوسط .. فما يجب علينا مراعاته هو تكيف حياتنا على ما يُسر لنا من الدخل وليس على ما لا نملك من دخل فتكبلنا الديون و الالتزامات بأشياء كثيرة غير ضرورية للحياة و تعد من الرفاهيات التي يمكن الإستغناء عنها ، إن التكييف مع ظروف حياتنا و مدخولنا المادي ضرورة لا مناص منها ، لكن هذا لا يعني ان نرضى و نقبع ساكنين .. على العكس لابد أن نعمل على زيادته بالمزيد من الطموح المستنير الذي يدفعنا للنهوض إلى مزيد من العمل .
وفي الختام .. و بعد تطبيق السبع أركان او علاقات نصل الي ان ما يتوج الاتزان و يرسخه .. و هي الحالة النفسية ؛ فلقد اثبتت العلماء في كثير من الدراسات في الجامعات بصوره شبه جازمة أن 82 %الى 85% من الأمراض العضوية ترجع لأسباب نفسية ، لأن اجسامنا تحمل الكثير من الهرمونات والانزيمات فأي خلل في هذه المنظومة الربانية الدقيقة و المعقدة يؤدي بالتبعية لنشوء خلل في جميع اجزاء الجسم لأنها تؤثر على الحالة المزاجية و تؤثر على الجهاز العصبي الذي يغذي كل الجسم وكذلك يؤثر على عضله القلب التي تضخ الدم المؤكسد في جميع أجزاء الجسم .
و بهذا نستنبط ان فكر التوازن ليس قاعده ثابتة تسري على كل البشر .. ، بالطبع توجد معايير محدده تطبق على الجميع تقريباً ، و لكن هنالك ثمة فروق فردية مؤثرة وبيئة محيطة حاكمة و ثقافات متباينة و أساليب عيش عديدة ، و أجدر مثال على كيفية تحقيق التوازن المنضبط .. هو كمية المياه الواجب تناولها ، حيث أن جميع الدراسات أثبتت ضرورة شرب المياه ولكن هذا ايضا يخضع الي التوازن لانه اذا زاد عن المعدل فانه يضر الجسم حيث يفقده الكثير من المعادن و الأملاح وتذويب الفيتامينات ، أما إذا نقص فإنه يؤثر على الجسم ايضا حيث يؤدي إلى ترسب الاملاح والشوائب والسموم ، لذا فلابد من حساب كتله الجسم و تناول المياه على أساسه.
اذاً فلابد من التوازن في كل شيء .. ختاما حتى نحظى بالتوازن في حياتنا لابد أولا.. من إتخاذ القرار ، ثانيا .. يجب ان نسير وفق الآليات الصحيحة لمنهج الحياة المتوازنة المتبعة داخل السبع علاقات الأساسية ، ثالثا .. الإهتمام بالصحة النفسية.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments