Menu

اكتئاب ام تقلب مزاج كيف نفرق؟

 الاكتئاب وتقلب المزاج وعلاج كل منهما

 بقلم : الدكتورة ناهد شوقي

استاذ الصحة النفسية وخبيرة العلاقات الأسرية والعلاج السلوكي

إن من المهم أن ندرك الفرق بين الاكتئاب وتقلب المزاج.
يرجع تقلب المزاج لنمط الشخصية من الصغر و يرجع للأسرة التي لم توفر له بعض الاحتياجات الاساسية مثل الحب والأمان فعند إحساس الإنسان بعدم توفير احتياجاته بالطريقة التي ترضيه يتقلب مزاجه ومن الممكن ان يتحول لشخص سريع الغضب والملل .
أما الاكتئاب، فإنه ينتج من عدة أمور أولها نوع الشخصية، ثم العوامل الوراثية، ويأتي دور الاسرة والتنشئة الاجتماعية كعامل مساعد لظهور الاكتئاب، حيث يتعرض الإنسان لضغوط ومشكلات بالحياة فينتج عنها الشعور بالحزن واليأس وعدم الرغبة الجنسية وعدم الاقبال علي الحياة، وعدم الاهتمام بالمظهر، وعدم الرغبة في الخروج للعمل أو مع الاصدقاء.
وهنا سنعرض انواع الاكتئاب و نلقي الضوء علي بعض منها ونوضح أعراضها وأسبابها وكيفيه علاجها:
فهناك اكتئاب موسمي وهذا مرتبط بتغير فصول السنة، وهناك اكتئاب الطفولة ويحدث بعد فطام الطفل أو ولادة طفل جديد بالأسرة وعند بداية دخول الحضانة ثم المدرسة، وكذلك هناك اكتئاب البلوغ والمراهقة ويصاب به الانسان في هذه المرحلة لارتفاع نسبة الهرمونات بالجسم سواء الاناث أو الذكور، وهناك اكتئاب اثناء الدورة الشهرية للمرأة واكتئاب الحمل و ما بعد الولادة، وهناك اكتئاب مرحلة سن اليأس وانقطاع الدورة الشهرية لدي السيدات، وهناك اكتئاب نتيجة الاختلال الكيمائي لمستوي الهرمونات بجسم الانسان، واكتئاب ناتج عن الاصابة بالأمراض المزمنة مثل القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان والغدة الدرقية.
ومن الجدير بالذكر أن الفئة الأكثر عرضة للاكتئاب هي فئة النساء لأن عليهم مسئوليات حياتية أكثر من الرجل يعني عليها مسئولية العمل والزوج والأولاد والبيت فكل هذه الضغوط تؤثر عليها وتجعلها اكثر انفعالا .لذا عند تعرضها لكل تلك الضغوط فإن ذلك يأثر علي جهازها العصبي ومن ثم يحدث اضطراب في مستوي الهرمونات والمواد الكيميائية المسئولة عن السعادة والهدوء لدي المرأة فيظهر عليها أعراض الاكتئاب والشعور بالحزن والألم النفسي وافتقاد الرغبة في الحياة واهمال الذات فتلجأ للعزلة والبعد عن الناس.
و يوجد نوع أخر من الاكتئاب يأتي بعد الطلاق تتعرض له المرأة لعدة أسباب: أولها يرجع إلي طبيعتها التي تحب الجو الأسري وتشعر بالأمان والحب في وجود الأسرة، فبعد الزواج تشعر أكثر بهذه الأحاسيس التي تنمو معها منذ الصغر، فيكون من ضمن أهم أحلامها الزواج والإنجاب، فبعد الطلاق تشعر بالوحدة والخوف من المستقبل والخوف من إعادة التجربة وكذلك الخوف علي أبناءها إذا فكرت في الزواج لمرة ثانية مما يجعلها تتعرض لصدمة نفسية قد تفقدها ثقتها في نفسها وفي أنوثتها مما يسبب لها ألم نفسي واحساس بالظلم والقهر خصوصا في مجتمعاتنا العربية حيث هناك نظرة دونية للسيدة المطلقة وإنها السبب في فشل الزواج وعدم المحافظة علي الزوج لذلك لابد من تغير هذه النظرة السلبية للمرآة خصوصا المطلقة. وهي لابد أن تثق في نفسها وفي أن الحياة لا تتوقف بانتهاء الحياة الزوجية لكن عليها الاهتمام بذاتها وانوثتها ومظهرها واختيار ملابسها، والاهتمام ببعض الهوايات وتنمية بعض المهارات مثل: تعلم لغة جديدة او العمل لشغل اوقات فراغها والاندماج في بعض الاعمال الخيرية وتنمية المجتمع .
وهناك نوع أخر من اكتئاب وهو ما يحدث بعد الولادة، وهذا من الممكن التغلب عليه بالتهيئة النفسية في البداية لفكرة الزواج وتحمل المسؤولية ثم فكرة الانجاب بمسؤوليتها وطول فترة الحمل وفي كثير من الأحيان تصاب المرآة بالعديد من المخاوف والاحساس بالتغيرات الجسمية سواء في الشكل أو الشعور ببعض الألام وكذلك مخاوف الولادة في حد ذاتها والخوف علي الجنين وسلامته وكذلك نوع الجنين بالإضافة لأعباء الحياة مما يسبب للمرأة نوع من الأجهاد النفسي والجسمي لذلك من المحتمل اصابتها بالاكتئاب بعد الولادة. ومن أهم النصائح للتغلب علي هذه الحالة الاستعداد النفسي لتقبل الذات وكيفية تحمل المسئولية والاهتمام بالغذاء الجيد واختيار الأشخاص المتفائلين للحديث معهم، واختيار ملابس مناسبة لهذه الفترة وكذلك الخروج في أماكن للنزهة وأخد قسط وافر من النوم والراحة، والعمل علي التجهيز لاستقبال الطفل واختيار الاسم المناسب وتجهيز ملابسه مما يدخل جو من البهجة للأسرة، وهنا يكمن دور المحيطين بها في عملية الدعم النفسي والرعاية الصحية وهذا الدور يقع علي الأم والأب والأخوات والزوج لأن احساس المرأة بمساندة الأهل لها يزيد من ثقتها بنفسها ويقلل حدة المخاوف الطبيعية المرتبطة بهذه الفترة .
و كذلك تتعرض المرأة في مرحلة من حياتها لما يطلق عليها “أزمة منتصف العمر” عن قرب انقطاع الدورة الشهرية، مما يسبب لها نوع من الاكتئاب والخوف من شبح الكبر والتغيير في الشكل العام والوزن والملامح مما يفقدها الاحساس بذاتها مما يجعلها في كثير من الأحيان تلجأ لعمليات التجميل والتنحيف، أو طلب الطلاق لأنها بتمر بأزمة نفسية ولا يشعر بها المحيطين، وهو ما يتسبب في العديد من المشكلات بالأسرة لما تعانيه من تقلب المزاج، وعدم الثقة بالنفس والعصبية الشديدة، والاحساس بالملل والخوف من الشيخوخة أو من أن يتزوج عليها زوجها أو من الوحدة أو من التعرض لإصابة ببعض الأمراض. والغيرة الشديدة علي الزوج.
وفي بعض الحالات يلزم اخذ بعض العقاقير الدوائية في حالة وجود ازدياد لحدة المزاج او في بعض الاحيان تستمر الدورة الشهرية في قرب انتهائها مدة اطول من المعتاد لدي المرأة مما يسبب لها نوع من الأنيميا نتيجة فقد العديد من العناصر بالجسم ففي هذه الحالة يلزم أخد بعض الأدوية كذلك قلة انتاج بعض المواد بالجسم مثل الكولاجين ونقص بعض الهرمونات فيلزم أخذ بعض هذه المكملات لاستعادة القوة والنشاط والبريق للبشرة والجلد والاهتمام بالغذاء الصحي والسليم والمحتوي علي البروتين والكالسيوم لمحاربة هشاشة العظام. كما يستحب في هذه الفترة التركيز علي الايجابيات في الحياة والاشتراك في أنشطة جديدة والتقرب للأصدقاء، والانشغال ببعض الهوايات والأنشطة والزيارات والترفيه حتي تمر هذه المرحلة الصعبة في حياة المرأة.

Categories:   الصحه, المرأة العاملة, المرأة و المجتمع, صحة, صحه

Comments