Menu

مهارة التواصل بين الزوجين

بقلم: منى شمس الدين
مستشار العلاقات الأسرية والصحة النفسية

قبل أن نتكلم عن التواصل بين الزوجين . . تعالوا أولاً نتفق سوياً أن الحياة الزوجية ما هي إلا شجرة فروعها كبيرة ولو اطلقنا إسماً على كل فرع من فروع شجرة حياتنا الزوجية سنجد أن هناك فرع اسمه الحب وفرع آخر اسمه الوفاء وفرع يسمى المودة، وفرع يسمى الرحمة.

ماذا تعني كلمة “التواصل”؟
هو الطريقة الوحيدة بين الطرفين للحوار و يتميز الحوار بسهولة الكلام ، وحسن الاستماع ، وفهم كل طرف للآخر، أيًّا كانت طريقة الحوار سواء كانت بنبرات الصوت، أو الإيماءات، أو حتى بلغة الجسد، بحيث يتم في النهاية الوصال بين الطرفين فيتولد التوافق والصلة بين المرسل والمستقبل وبالعكس.

ما هي أركان عملية التواصل:
١– المرسل (المتكلم)
٢-المستقبل( المستمع)

وأحدث هنا الزوجة . .
إذا وضعتك الظروف بأن يكون دورك في الحوار هو دورالمرسل أي (المتكلم) فلابد وأن تتبعي هذه الشروط وهي أن تقومي بالآتي:
1- اختيار الكلمات جيدا ، فالتعبير بالكلمات هو سلاح ذو حدين، إما أن تنجحي باستماع زوجك جيداً فبالتالي تحصلي على حاجتك سريعاً؛ وإما أن تخسرين جلسة الحوار من أول كلمة إن لم تحسني اختيار وانتقاء كلماتك لزوجك، لذلك أحرصي على أن تظهري له إمتنانك لسماعه لكِ، وأنك مقدرة أنه خصك بوقته وأظهري هذا بطريقة غير مباشرة حتى لا تبالغي فيتردد في سماعك، وابتعدي عن التفاصيل فمعظم الرجال لا يهتمون بكثرة التفاصيل فكوني مباشرة ومرنة حتى لا يتهمك بإضاعة وقته.
2- اختيار الوقت المناسب للحوار مع زوجك فلا تختاري مثلا وقت رجوعه من العمل أو وقت احتياجه للنوم أو للأكل، ولا تختاري وقت يكون فيه منفرداً بنفسه أو يكون داخل كهفه,
3- عبري بكل بصدق عما بداخلك، وتذكري دائما أن لا أحد يجيد التعبير عما بداخلك إلا أنتِ، فسخري كل إمكانيتك في حسن التعبير عما بداخلك حتى يصل لزوجك دون خجل ولكن في نفس الوقت دون إفراط ولا مبالغة، فلا ترفعي صوتك في الحديث ولا تخفضيه كثيراً ولا تلوحي بيدك كثيراً فيذهب تركيزه معك، ولا تتحركي كثيراً فيمل ولكن توسطي وكوني صادقة معه دائما فيستجيب لصدقك .
أما إذا وضعتك الظروف بأن يكون دورك في الحوارهو المستقبل أي (المستمع) فلابد وأن تتبعي هذه الشروط وهي أن تقومي بالآتي :
1– الإنصات الجيد، وهذا لا يتم إلا عن طريق الاهتمام بما يقال لك فلا تقاطعي ولا تسخري ولا تغضبي مهما يقال لك، بل أنصتي بإهتمام إلى نهاية الحديث دون أي رد فعل عدائي فالتزمي بالهدوء قدر الإمكان فهذا يزيد من رصيدك عند زوجك ويحفظه لك
2– حاولي الوصول إلى ما وراء الكلمات بينك وبين نفسك ولا تعلني عن أفكارك أثناء الحديث، ولكن ابحثي عن معنى الكلمات وما يراد منها، ولا مانع من الأسئلة الهادئة إذا رأيت بعض الغموض لتستكملي الصورة ولا داعي لأخذ مواقف نتيجة رؤية ناقصة أو صورة غير واضحة.
3– لابد من تقبلك الكلام كما هو لأن لغة حوار زوجك معك ما هي إلا الطريقة الوحيدة التي يعرفها للتعبير عما بداخله فلابد وأن تحتويه أثناء حواره معك وتحرصي على فهمه وأن تعطيه الوقت الكافي للتعبير عما يدور بنفسه، وحتى إذا ما قابلك ما يزعجك في لغة حواره فلا تنتقديه وقتها، واصبري إلى أن يتم حواره ثم ابدئي في مناقشة أسلوب الحوار فيما بعد.
وفي النهاية . . أعرف جيداً أن من يقرأ هذه الكلمات ربما سيعيد تخيل بعض الحورات السابقة ويرى كم كان ينقصه من المعرفة والمهارة . . فلا تتردد ولا تترددي فى التواصل مع الخبراء والمرشدين النفسيين والأسريين لمساعدتك على تنمية مهارات التواصل مع شريك حياتك

Categories:   أعمدة الرأى, المرأة و المجتمع

Comments