Menu

لطائف بلاغية

بقلم ا.د/أحمد فتحي الحياني 

” رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ” طه/٢٥
دعاءُ ربِّك بشرحِ صدرِك من أعظم الأدعية ، وهو دعاء الأنبياء والمرسلين _ صلوات الله وسلامه عليهم _ .
والشرح هو ضد الضيق . وشرح الصدر :
هو توسعته وبسطه على سبيل التعبير بالاستعارة التصريحية بتشبيه المعنوي والقلبي والروحي ( بسط الصدر وتوسعته ) بالمادي وهو ( الشرح) بجامع السعة والانبساط في كلٍّ منهما .
وذلك بقذف النور الإلهي فيه والسكينة والطمأنينة .
والصدر في الآية الكريمة مجاز مرسل علاقته المحلية أي ذَكَر المحل وهو ( الصدر) وأراد مايحلُّ فيه وهو ( القلب) وهو مجمع المشاعر والإدراكات والتعقُّل والبصيرة… ومن معانيه في الآية :
رب اغسل قلبي وعقلي وكياني من الخوف ودواعيه ويسَّر لي على وجه التوكيد بأسلوب الإطناب ب ( لي ) العقبات والمشكلات والمعضلات بإلقاء العزم فيه والإقدام ، وأزل عن طريقي إليك كلَّ الموانع والغوامض من الأمور وأعني على كشفها وتبيانها بدلالة بلاغة لام التبيين في( لي) واجعل صدري فسيحا قوي القلب حليما متحمِّلا غير خائف ولا متردِّدا في طاعتك وتنفيذ أوامرك ونواهيك وأدِمْ فيه النورَ وثبِّته علئ ذلك .

Categories:   الإعجاز فى القرأن و السنة

Comments