Menu

كورونا والإنسانية العليلة

بقلم الكاتبة : مي عزام

“قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ”
صدق الله العظيم

كنت أحياناً أتعجب من قصة “موسى عليه السلام” مع فرعون مصر ، وكيف أبتلى الله مصراً بالآيات البينات حتى يردع فرعون …لكن بلا فائدة ، و كنت أقول لنفسى كيف لشخصٍ أو شعب يرى علامات الغضب الآلهى ولا يرتدع ، ثم تأتى جائحة كورونا والتى أعتقد أنها تعد رسالةً من السماء لكي نتدبر أمورنا ونعيد التفكير فيما وصلت إليه الحضارة الإنسانية من تدمير للبيئة و حروب وقتل ممنهج و فساد ذمم و أنانية و رغبة فى الإستحواذ و شهوات لا تشبع …!
كنت أظن ان مثل هذه الجائحة قد ترقق قلوب الشعوب على بعضها البعض ، و يستعيد معها الحكام الرشد والحكمة و يستعينوا بقيم العدل والمساواة ، لكن للأسف حدث العكس .. الفرد ازداد رغبةً فى النجاة بنفسه و ليذهب الآخرين إلى الجحيم ؛ والحكام ازداوا حماقةً و رغبةً فى التسلط و نزعة إلى إزاحة الأغيار ، و هذا ما عبر عن بعضه الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” اليوم في بيان جاء فيه :
إن وباء كورونا أطلق العنان لطوفان من مشاعر الحقد وكراهية الأجانب ، مشاعر معاداة الأجانب تفاقمت على الإنترنت وفي الشوارع ، و تم أتهام المهاجرين واللاجئين بكونهم منبعَ الفيروس ثم حُرموا من العلاج الطبي، وراجت أفكار شنيعة توحي بأن كبار السن الذين هم من أشد الناس تأثراً بالمرض ، هم أيضاً أوَّلُ من يمكن الاستغناء عنهم.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments