Menu

لا للتنمر ..!

بقلم : محمد فضل فتح الباب

إن مكانة المرأة في المجتمعات المعاصرة تعد أحد أهم معايير التقدم و الحداثة ، فالمرأة هى أساس التنوع في المجتمع حيث خلق الله تعالى البشر ذكوراً وإناثاً ، وهذا التنوع ذكره الله تعالى في آياته فهو نابعٌ من أصلٍ واحد ، قال تعالى في سورة النساء : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[١]
وقد ساوى الله تعالى بين عباده في الخَلق والتّكريم، وبالرّغم من إختلاف دور الرجل عن المرأة في المُجتمع، إلا أنَّ المرأة شأنها شأن الرجل، رفع الله سبحانه من مكانتها وأوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بها ، وبالفعل أثبتت المرأة نفسها في المُجتمعات العربية والغربية في مُختلف المجالات.
برزت أهمية المرأة و دورها الحيوي و الفاعل في المجتمعات الحديثة ، بعد أن كانت في ظلِّ الجاهلية قديماً عبارة عن أداة و سلعة بأيدي الرّجال، يشترونها ويبيعونها كأيّ سلعة رخيصة أو حتى بلا ثمن، بل كانوا يعتقدون أنّها مصدر الخزي والعار لهم، وكانت تُعامل أيضاً بشتّى وسائل القسر والعنف والإستبداد ، حيث كانت تُجبر على الزّواج وتُمنع من أبسط حقوقها، إلا أن الإسلام جاء ورفض جميع اعتقادات الجاهلية الأولى ، وكرّم المرأة ورفع من مكانتها في المُجتمع، وأعاد إليها جميع حقوقها التي سُلبت منها، وساوى بينها وبين الرجل في التعليم والعمل ، وجعل منها عُنصراً فعّالًا في المُجتمع. و ها هي اليوم تحتل أبرز المكانات في المُجتمع على مُختلف الأصعدة، فهي الأم الحنون والمربية الفاضلة والزوجة الناضجة، والمُعلمة والطبيبة و المُهندسة والمُحامية، كما أصبحت المرأة شخصاً مسؤولاً تتحمل أعباء المنزل مع زوجها وتقدم يد العون له، وتُربي أطفالها وتُخرج أجيالاً ناضجة يزدهر بهم المُجتمع ، بالإضافة إلى بروز دورها الفعال في المُشاركة بالعمل السياسي ، بحيث أصبح صوتها فاعلا في التعبير عن هموم وطنها وشعبها، وبالتالي إنَّ اهمية المرأة في المُجتمع لا تقل عن أهمية الرجل، فكلاهما فرد من أفراد الوطن بغض النظر عن إختلاف الجنس.
و لكن .. لم تزل التحديات التي تواجه المرأة في المجتمع كبيرة ، فعلى الرّغم من أهمية المرأة في المُجتمع ومكانتها في الإسلام، إلا أنَّ هُناك العديد من المُجتمعات مازالت تنظر إلى المرأة نظرة التنمّر ، وأنّها كائنٌ ضعيفة، والسبب في ذلك يعود إلى العديد من العوامل الإجتماعية والسياسية ، أبرزها التّخلف والجهل وتفشي البطالة ، بالإضافة إلى مشاكل العولمة والفقر والإستبداد وتراجع القيم وغياب الدين ، ومن أبرز التحديات التي تواجه المرأة في المجتمع : عدم وعي المرأة ذاتها بالدور المنوط بها، وما يقع عليها من التزامات ومسؤوليات تجاه المُجتمع ؛ و كذلك .. الانبهار بالنموذج الغربي و محاولة تطبيقه في المُجتمعات العربية ؛ وكذلك .. الخلط بين العادات والتّقاليد المُنافية في الدين الإسلامي وبين نظرية المجتمع الإسلامي ؛ بالإضافة إلى صمت المرأة عن حقوقها وعدم الدّفاع عنها بأي شكلٍ من الأشكال.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments