Menu

بئر النسيان

بقلم لواء : د / علاء عبدالمجيد

لقد جاء حديث السيد الرئيس صادقاً في مشاعره، منطقياً في مضمونه، مباشراً في أسلوبه ؛ حيث أستهدف السيد الرئيس وخز الوعي الجمعي لأبناء الوطن ، لكي ينتبه الجميع لحجم المخاطر التى تحيق بالوطن ،ولكى يدرك الجميع أن الحفاظ على سلامة الوطن هو مسئولية كل المؤسسات وكل المواطنين معاً، متضامنين ومتعاضديين ، فلقد تعمد أن يوقظ حاسة الوعي الرشيد الذى يرى الإنجازات تتوالى رغم التحديات ، فيستنهض الهمم لتعظيم الإنجازات ومجابهة الدسائس.
إن الوطن مقبل خلال المرحلة القادمة على مخاض عظيم يؤذن بميلاد الجمهورية الجديدة شكلاً ومضموناً ،ومن الأسس التى تدشنها الدولة لتلك الجمهورية المأمولة تقع تنمية الوعى لجميع أفراد الوطن فى الصدارة ،حيث أن وعى المواطن هو دافعه للانتماء الإيجابي الذى يجعل منه أداة بناء وعمل، بالإضافة لكونه يعصمه من أي إضرار غير متعمد لمصالح بلاده، لكن الوعى المزيف قد يجعل منه أداة غير مباشرة بيد قوى الشر التى تعمل على تضليله والعبث فى أدوات الإدراك لديه، ومن هنا ألتفتت الدولة لمعركة الوعى المحورية فى تلك المرحلة الحرجة التى تستعد مصر خلالها لإنطلاقة تاريخية و مفصلية ،
فالجمهورية الجديدة ليست شعاراً نرفعه أو هاشتاج تضعه القنوات الفضائيه على جانب الشاشة؛ لكن الجمهورية الجديدة تُعد بمثابة الإشعار لإنطلاق دولة مدنية حديثة ومتطوره تزهو بوعي مواطنيها ورشادة قياداتها وجهد عمالها و رؤية مفكريها و بسالة جنودها لينصهر كل ذلك داخل بوتقه الوطن فينتج مزيجاً متجانساً ليستمر في بناء دوله الأمن والتنمية.

لذا .. فإني لن أُصاب بالسأم من تكرار المحاولة لكي ألفت انتباه الدولة صوب إحدى المؤسسات العريقه والتي أرها مؤهله بإمتياز للإضطلاع بدور فعال في تنميه الوعى العام وليس الوعى العمالي فحسب ..
بل أكاد أجزم أن المؤسسة الثقافية العمالية بما تمتلك من إمكانات وبنية أساسية مميزة وموارد بشرية متفردة وخبرات متراكمة تستطيع خوض معركة الوعى كفارس يصول فوق جواد الثقافة ويجول في ميدان التدريب الذي لطالما تميزت فيه عبر عشرات الأعوام ؛ لكن .. ما يثير العجب حقاً هو تضاؤل الأدوار الموكلة لتلك المؤسسة خلال العشر سنوات الماضية وكأنها سقطت في بئر النسيان وتراكمت فوقها ظلال معتمة فلم تعد مرئيةً لأجهزة الدولة؛ لاسيما أن الهيكل الأساسي للمؤسسة يحوي معاهد نوعيه تختص بعلاج معظم المشكلات المستعصية داخل المجتمع المصري؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر تحوي معهداً للثقافة السكانية يختص بنشر التوعية لعلاج أزمة الانفجار السكاني الذى يفسد ثمرات التنمية ؛و أذكركم بمقولة السيد الرئيس بأنه يجب التصدى للمفاهيم الخاطئة التى أدت لإستمرار زيادة النسل عن طريق التوعية والتثقيف ؛ و كذلك تمتلك المؤسسة معهداً متخصصا في علم الإدارة، و آخر لتأمين بيئة العمل وحفظ سلامة العمال و صحتهم المهنية ؛ و للحق .. فإن المجال لايتسع لوصف قطاعات التثقيف و التدريب داخل تلك المؤسسة التي تعطلت تقريباً عن أداء دورها الريادي لأسباب مجهولة! ؛ بالإضافة لكون الهيكل التنظيمي للمؤسسة يمكنه أن يتسع لبرامج التوعية الحديثة في المجالات التي ترتئيها الدولة المصرية لتحقيق هدف إثراء الوعي الجمعي و تنميته.

إن الدولة المصرية التى تخوض معركة الوعى بكل طاقتها لهي فى أشد الاحتياج لكل الهيئات والمؤسسات المتخصصة فى بث قيم الإنتماء الوطنى داخل قطاعات المجتمع بالكامل، لذا أجد أن المؤسسة الثقافية العمالية التى أنشئت اصلاً بغرض إثراء الوعي لدى عمال الوطن العربى وأفريقيا، و التي راكمت الخبرات على مدار ستة عقود متوالية وأفرزت قامات فى مجالي التثقيف والتدريب خليقة بأن تكون في طليعة الهيئات التي ستوظفها الدولة لتنمية الوعي العام للمجتمع المصري
لذا .. أكرر ندائي لمعالي رئيس الوزراء لتقديم الدعم اللازم لعودة المؤسسة الثقافية لدورها التنويري.

Categories:   أخبار, أخبار الجامعة, أعمدة الرأى, المؤسسة الثقافية العمالية, المدرب المحترف, تثقيف عمالى, صحافة محلية و أجنبية, صوت الجامعة العمالية, ضمان الجودة والأعتماد, عن الجامعة العمالية, عن المؤسسة الثقافية العمالية, كلمة و مقال

Comments