Menu

حكايات العمال تتواصل مع الرائد العمالي محمد الليثي

بقلم : إيناس محمد حسن

كما وعدنا متابعي وقراء “مجلة الثقافة العمالية” بأن نقوم بالعرض بشكل دوري لمجموعة من مقالات الصحفي العمالي (محمد الليثي) بجريدة الأخبار؛ و التي تُعد _في حقيقتها_ مجموعةً من الرؤى النابضة بالحياة على الرغم من قدمها تاريخياً إلا أنّها حملت مضموناً ثرياً يمتد ويتلاقى مع مشكلات واحتياجات معاصرة تخص قضايا التثقيف والتدريب العمالي .
فهلم بنا نستمتع بطرح لبعض اللمحات والرؤى في مقال (الاستاذ/ محمد الليثي) بجريدة الأخبار في عموده الدوري المسمى “حكايات العمال”؛ والمقال محل العرض اليوم تم نشره بتاريخ ٤ نوفمبر من العام ١٩٧١م؛ و جاء تحت عنوان :
“أسلوب تنفيذ برامج الثقافة العمالية “

° بدأ الليثي بفكرة محورية تنبه أن الاهتمام بإعداد موضوعات برامج الثقافة العمالية لا يقل أهمية عن إختيار الأسلوب الذي تُنقل به هذه الموضوعات إلى أذهان الفئة المستهدفة، موضحاً :
” إن عدم أختيار الأسلوب المناسب يُضعف من فاعلية المعلومات التي يحصلها العامل مادام لم يستوعبها جيداً”
° ثم تعرض الليثي لأساليب التثقيف والتي تتنوع ما بين أسلوب المحاضرة والمناقشة موضحاً أنه عند التصدي لتعليم الكبار يصير أسلوب المحاضرة النظرية الصماء غير ملائم، قائلاً :
“وهناك تعبير ساخر بالنسبة للمحاضرة وهو أنها عبارة عن شخص يتكلم وأناس نيام”
° وعن أهمية أختيار موضوعات الثقافة العمالية يري الكاتب بأنه لابد أن نركز على الموضوعات التي تمس واقع العامل والتي تثير حماسته نحو المناقشة؛ و طرح تساؤلاً هاماً هل تشابه ظروف العمل بالنسبة للدارسين يجعل البرامج أكثر فاعلية عما إذا كانوا من أماكن ومجالات مختلفة ؟! ويجيب الكاتب : “البرامج التي تنفذها النقابات لأعضائها في مقارها أو في مقار بعض مراكز الثقافة العمالية أو داخل الوحدات الإنتاجية تحقق نجاحاً نسبياً أكبر من تلك التي تضم دارسين من جهات مختلفة وتنفذ داخل أحد مراكز الثقافة العمالية”.
° وعن أهمية متابعة نتائج تلك البرامج وقياس رد الفعل، فيوضح :
” اتخاذ معيار عدد الذين يتخرجون خلال فترة معينة من مراكز الثقافة العمالية أو في المعاهد كمقياس لنجاحها يعتبر مقياساً خادعاً لأن ما يهم بلادنا ليس العدد فقط بل أيضاً مدى الاستفادة التي حصلها العامل وهذا يظهر بوضوح في سلوكه في عمله وفي حياته الاجتماعية”
° ويضيف الليثي أن أسلوب المناقشة واستخدام الأفلام واللوحات كأدوات للتثقيف يخدم كلا من الأُميّ و المتعلم معاً؛ و ذلك ما يتيح فرصة التثقيف والتعلم لفئة عريضة من العمال و لا يُشعر العامل الأمي بالحرج فينقطع عن الدورة”.
° أخيراً، تعرض الصحفي العمالي (محمد الليثي) لموضوع يمثل إشكالية معاصرة و هو على من تقع مسئولية “تسويق البرامج العمالية”..؟ حيث رأى أن الأسلوب المتبع حالياً “أسلوب فاشل”..!؛ حيث يدين _من وجهة نظره_ قيام مدير مركز الثقافة العمالية بالدور التسويقي لبرامجه؛ حيث أن ذلك :
” يعرضه لحرجٍ كبير ويدفعه إلي تركيز جهده صوب هذه الناحية فضلاً عن أن بعض الدارسين يحضرون البرنامج مجاملة “
أما عن رؤيته البديلة فلقد كان صريحاً في طرحها حينما أقترح أن تقوم النقابات بالأشتراك مع الوحدات الإنتاجية بهذه المهمة التسويقية بالإضافة لأختيار الدارسين والاطمئنان قدر الإمكان إلى استعدادهم الشخصي لحضور الدورات.
– وفي النهاية..، نخلُصْ من العرض السابق إلي الهدف الأسمى الذي دفعنا لإعادة نشر وإحياء تلك المقالات _والتي كانت تمثل حجر الأساس في التثقيف العمالي والعمل النقابي_ فعند التمعن في قراءة تلك الرؤي والأفكار نجد أنها مازالت تنبض بالحياة كما أنها تفيض بالحلول حيث أنها لم تزل تمس العديد من المشكلات و أوجه القصور المعاصرة التي تعتري أساليب و طرق تنفيذ برامج الثقافة العمالية مما يقلل من فاعليتها وجاذبيتها .

Categories:   المؤسسة الثقافية العمالية, تثقيف عمالى, صحافة محلية و أجنبية

Comments