Menu

كيف تكون انسان

 بقلم : محمد فضل فتح الباب*

إذا تمكنت أن تكون السبب في إبتسامة شخص فإنك تكون بذلك قد أضفت لبنيان الإنسانية الراقية لبنةً.. قد تُبدد إحباطاً أو تمحو حزناً أو تُعيد الثقة في خيرية الإنسان ككائنٍ جُبِّلَ على الفطرة السليمة؛ كما أنك ستكون وقتذاك الشخص المحبوب. لأن من يؤمن بالخير يسعد الآخرين به ؛ فالإنسانية لم تعد قيمة عليا فحسب بل أصبحت الآن مثل الأداة ، لأنها من وسائل حسن تعامل الأفراد مع بعضهم البعض، فمن يشعر بالواجبات تجاه الآخرين ويتعلق بهم سيضيف إليهم من روحه السمحة و أخلاقه الرفيعة.. فتصبح علاقاته هي الأقوى.
إن المعرفة بالإنسانية الراقية تعد من أنواع المعارف التي لا يمكن مقارنتها بأي نوع آخر ، لأنها ترسخ علاقة الإنسان بأقرانه..؛ فالأفراد الذين يؤمنون بتسخير عبقريتهم لجعل الإنسانية أكثر سعادة لا يشغلون أنفسهم بصنع و إرتكاب الحماقات، بل تراهم دائماً ما ينشغلون بإصلاح الحماقات و إطفاء حرائق يشعلها الآخرون؛ ولكي يتمكن الإنسان من تحسين نفسه لابد أن يتقاسم المسؤولية العامة مع الآخرين فلا ينكفأ على ذاته و لا يتخلى عن واجباته العامة ؛ فلا داعي إلى فقد الأمل في الإنسانية، حيث أنها تحيط بنا في كافة الأماكن، و لا يعني فساد جزءٍ منها أو قذارة جزءٍ آخر، أن يدفعنا ذلك للحكم عليها بأكملها.
– لابد أن يتحلى كلاً منا بمكارم الأخلاق و طيبة القلب وحسن اللسان؛ ولكى تكون
 مفكراً ناقداً 
لابد أيها الانسان أن تتحلى بهذه السمات أولاً ..
١-النزاهه العقلية : و ذلك بمواجهة الحقائق كما هى وليس كما يحلو لك أو تتمنى أن تراها
٢- التواضع الفكري : أي بالتسليم بأن المعرفة قد تكون معقدة، و الإعتراف بمحدودية علمك والبعد عن التمركز حول الذات
٣- المثابرة العقلية : و ذلك يكون بالإصرار على طرح المشكلات المستعصية والاسئلة الصعبة وعدم الأستسلام للتشوش والإحباط، و عدم خفوت الرغبة فى التعلم والعمل تحت ضغوط و لوقت طويل
٤- الشجاعه العقلية : بواسطة الإلتزام بأفكارك ولو لم تحظ بإيجابية وقبول لدى كل من حولك، وأيضاً الإعتراف بالأفكار المتناقضة لك مهما كانت غير مريحه لك
٥- التعاطف الفكرى: القدرة على أن تنظر إلى قضية ما بعيني صاحبها و الإستماع بعقل منفتح الى الأخرين وإستيعاب كيف ولماذا يفكرون بهذه الطريقة أو تلك

– لابد من بناء جسر ثقافى وفكري يستند على الإستفادة المتبادلة والقيم المشتركة؛ هذا الجسر يُبنى من خلال الحوار المستمر والمفتوح والصريح؛ و أن نمتلك فضيلة الإصغاء لبعضنا، وبتبادلنا المفتوح للآراء، و تطوير مهارة التفاهم التبادلي؛ إن نواة حوار الثقافات هو التسامح، والتسامح لايعنى كل ما نريد إنما التسامح أن يكون لك موقف وأن تسمع وتحترم قناعات الأخرين، و حينما لايمكن استساغة والاقتناع بمواقف الأخرين فلابد ومن الضرورى حينذاك أن تقابلهم بأحترام إدراكهم ثم تتبادل الآراء معهم بسلام؛ و بذلك تمضي الأمور للأمام و يتم تمكين الأعمال المشتركة من النجاح ، ولتخفيض حدة التوترات يجب على تفهماتنا ان ترتكز على القيم التى تضمن كرامة الانسان والدفاع عن حقوقه المصونة للجميع.
وفى النهاية .. لايسعنى إلا أن أشكركم جميعاً للسعي صوب نشر الإنسانية فيما بيننا.

* نائب رئيس اللجنه النقابية بالمؤسسة الثقافيه العمالية ( الجامعة العمالية )

Categories:   أعمدة الرأى

Comments