Menu

الله هو .. السلام جل جلاله وتقدست أسماؤه

إعداد : بسنت منجي

هو الذي تسلم ذاته من العيب وكل صفات النقص؛ وكذلك تسلم أفعاله عن الشر، لم يكن في الوجود سلامةٌ إلا وكانت مُعزيةً إليه وصادرةً منه ؛ كما أن أفعاله تعالى سالمةٌ من الشر ؛ و أعني هنا الشر المطلق المراد لذاته ، لا لخيرٍ حاصلٍ في ضمنه أعظم منه؛ كما أن أسمه السلام من الأسماء التي أختص بها سبحانه نفسه كأسماءه : الله، الرحمن، والقدوس، ولا يجوز أن يتسمى بها أحد.

يجب على من علم أن الله سبحانه هو
” السلام” أن يتضرع إليه ويسأله السلامة في الدنيا والآخرة ؛ .. أما السلامة في الدنيا فمنها ظاهرة وباطنة؛ فالظاهرة هي العافية من الألام والأسقام وجميع ما تكرهه النفس و كذلك من المحن التي أستعاذ منها النبي (ص)؛ وأما السلامة الباطنة في الدنيا فسلامة دينك؛ والسلامة تقييك من الكفر والبدع والعصيان حتى تُقدم على الله عز وجل بأوثق عُرى الإيمان، فتنال منه السلامة في دار السلام كما قال سبحانه :
” ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد أستمسك بالعروة الوثقى” _لقمان 22_
وقال:
“فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد أستمسك بالعروة الوثقى” البقره 25_
فيسالم أولياء الله عز وجل و يحارب أعداءه؛ ومنهم الحديث :
“اللهم اجعلني سلماً لأوليائك وحرباً على أعدائك”
فيسلم (قلبه) من كل الصفات المذمومة حتى يأتى الله بقلب سليم؛ و يسلم (لسانه) عن الاقوال المكروهه؛ و تسلم (أفعاله) عن المخلفات فيلقاه تقياً متقياً .
وقال عليه الصلاة والسلام:
” صلوا أرحامكم ولو بالسلام”؛ أي صلوها ولو لم تجدوا إلا السلام وطيب الكلام.
وقال إبن عباس :السلام أسم من أسمائه سبحانه وضعه في الأرض فأفشوه بينكم؛ ومن فضل السلام الوصال به إلى دار السلام وقال( ص) :
” لا تدخلوا الجنه حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتي تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” _رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم.

* و عن بيان من يأتى الله بقلب سليم :

كل عبدٍ سَلُمَ من الغش والحقد والحسد وإرادة الشر (قلبه) وسلمت عن الأثام والمحظورات (جوارحه) وسلم عن الأنتكاس والأنعكاس (صفاته) فهو من يأتي الله بقلب سليم .
و أعني بالأنتكاس في صفاته : أن يكون عقله أسير شهوته و غضبه، إذ الحق عكسه وهو أن يكون العقل أسيراً للشهوة و الغضب و طوعاً لهما فإذا أنعكس .. فقد أنتكس.. ولا سلامة حيث يصير الأمير مأمور ، و الملك عبداً،ولم يوصف بالسلام و الإسلام إلا من سلم المسلمون من لسانه و يده ، فكيف يوصف به من لم يسلم هو من نفسه ؟!

قال الزجاجي والمبرد و ابن الانباري والجوهري وغيرهم من أهل اللغة السلامة في اللغة على أربع أضرب :
– ” السلام “من اسماء الله جل وعز كقوله : “السلام المؤمن المهيمن” _الحشر 23
– “سلام” السلامة أي البراءة من العيوب.
– ” السلام” التسليم من قولك سلام عليكم .
– “السلام” شجر العظام، الواحده سلامه.
وسلم لما ينال به السلامة في الأبدان والأموال للصلح.
و العرب لا تؤنث السلم قال تعالى “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ” _الأنفال 61 .
و قال الله عز وجل
“والله يدعو الى دار السلام” _ يونس 25

السلام: الله تعالى وداره الجنة ،فأضافها إليه للاختصاص كإضافة البيت إليه والروح و غيرها .
و جائز أن يكون التأويل: والله يدعو إلى دار السلامة، لأن السلام والسلامة سواء، فسمي الجنة : دار السلام ، لأن الصائر إليها يسلم فيها من كل ما يكون في الدنيا، من المرض والضعف والهرم والموت وما أشبه ذلك .
وقد يقع السلام بمعنى المتاركة، من ذلك قوله تعالى :
” و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً” الفرقان 63_
معناها تبرأنا منكم وتاركناكم متاركة (لأنهم غير مأمورين ) بالتسليم وحينئذٍ على المشركين وهذا أيضاً راجع إلى معنى السلامة لأن في متاركتهم السلامة.

                                   …سلام….

#اسماء_الله_الحسنى

#عيد_الاضحى

 

 

Categories:   الإعجاز فى القرأن و السنة, تثقيف عمالى

Comments