لسنا من هذا الزمن
مقال بقلم
أ. د. محمد المرسي
استاذ الإعلام بجامعة القاهرة
• علي هامش حفل محمد رمضان ..
تشعر أحيانا كثيرة أنك خارج سياق منظومة هذا الجيل بفكره وثقافته وسلوكياته .. تشعر بهوة تتسع كثيرا بين جيلك وأبناء هذا الجيل .. تقف مكتوف الأيدي وتفقد القدرة علي النقاش والإقناع معهم فالفكر والمنطق مختلف والنظرة الي ماهو صحيح وصحي اختلفت كثيرا .. تكاد تصاب بالخرس وربما بما هو أكبر ! حين تجد غالبيتهم يدافعون وبشدة عن من تراه أنت تافها وسطحيا ويتخذونه هم قدوة وأيقونة للنجاح ؟!! .. حين تجد ان نظرتهم للحياة أصبحت مادية بحته وان عقولهم الخاوية لا تتقبل منطقك القديم في السلوكيات والتعاملات فقد عفا عليه الزمن كما يظنون ؟!
شباب هذا الجيل لا ذنب له فيما وصل اليه فهو نتاج لعدم الاهتمام بالتربية لانشغال الأب والأم بما هو خارج الأسرة لتوفير حياة كريمة لأطفالهم فيما يظنون ! .. نتاج لمشاكل أسرية عديدة أدت لارتفاع معدلات الطلاق .. نتاج لغياب منظومة تعليمية حقيقية .. نتاج لغياب ثقافة وفنون راقية .. نتاج لمنظومة إعلامية لا تمارس دورا حقيقيا في التنوير والتوعية ..
ورغم كل ما سبق مما قد يسبب احباطا للكثيرين الا ان الأمل مازال معقودا في تدارك ماسبق ذكره من مسببات آلت بنا الي هذه الأوضاع .. فهذا الشباب الحائر دون ذنب تجده مختلفا حين تفتح له باب الأمل وتمنحه طاقة من نور .. حين تستبدل غياب المسببات السابقة بحضورها وازدهارها ..
والنماذج رغم ندرتها شاهدة علي هذا الأمل .. انظر كيف يتجه هذا الشباب حين تقدم له فنا راقيا وبكثافة قد لا تتوقعها لمشاهدة فيلم مثل ” الممر ” أو لحضور حفل للموسيقي العربية أو أي فعاليات ثقافية راقية ..
اذا أردنا تغييرا للأفضل لابد من حضور فاعل لهذا المربع [ التربية / التعليم / الثقافة / الاعلام ] ..
الأمر جد خطير لان هذا الجيل هو من سيملك القيادة مستقبلا ..
Categories: أعمدة الرأى