بقلم : د. عمرو الشوبكي

بعد فشل جولة مفاوضات سد النهضة أمس : مصر بين أثيوبيا وليبيا

مدهش وصادم طريقة تعامل البعض مع قضية سد النهضة الأثوبي ، و طريقة تعاملهم مع الصراع في ليبيا ، فلدينا معركة و تحدي وجودي جنوباً تركه الكثيرون لصالح الحديث عن تحدي غرباً قادرين على التعامل معه بخيارات أغلبها سياسي ، فتركيا لن ترسل آلاف الجنود للحرب ضد مصر ، والأخيرة قامت بتأمين حدودها الجغرافية بكفاءة كبيرة رغم امتدادها ، وفي حالة ليبيا نحن نمتلك أوراق قوة وضغط فلما اللقطة و الاستعراض والتعبئة لمعركة لن تحدث؟ .. ، في حين أن لدينا معركة حقيقية مع أثيوبيا خاصة بعد أن ترسخ لديها قناعة أنها في وضع تفاوضي أفضل بعد توقيع مصر على إتفاق إعلان المبادئ قبل حسم الأمور الفنية ، كما روجت أثيوبيا للعالم أنها تبني من خلال رئيس وزرائها “أبي أحمد” نظام ديمقراطي يرغب في التنمية والتقدم ويحتاج سد النهضة لتحقيق ذلك ، وهي كلها تحديات كبيرة كان يجب أن تواجهها مصر بخطاب مضاد يؤثر في العالم بعيداً عن مفردات الإستهلاك المحلي، خاصةً أنها قدمت مرونة واضحة في المفاوضات بل وأعلنت في بيان وزارة الخارجية : “أنها انخرطت في هذه المفاوضات بحسن نية وبروح إيجابية” ، وهو أمر لا يعكس ميزة في المفاوضات التي لا تدار بالنوايا الحسنة إنما بأوراق القوة والضغط.
فشل مفاوضات أمس جرس إنذار حقيقي ، و إن كان ذهاب وفد المفاوضات مرة أخري إلى أمريكا يمكن أن يكون مفيداً إذا بحثنا في بدائل حقيقية و اوراق ضغط نعزز بها موقفنا التفاوضي في معركة وجود وليس حدود.