بقلم : بسنت منجي

العلم والمعرفة والحقائق المصمتة تقول أن الخط المستقيم هو أقصر الطرق بين نقطتين ، فنحن نعلم علم اليقين أن النقطة (الف) توصل الي النقطة (باء) ، نعم هذه هي القاعدة التي تكررها الألسنة بيقين حتى أعتنقها العقل البشري ، فصرنا نسعي دائماً لرسم الخطط المستقبلية و ترتيب الأفكار على هيئة منظومة هندسية ، وفجأة و دون سابق إنذار تجد شيئاً عادياً .. يحدث كل يوم مثل الإلتقاء بشخص ما أو التعرض لموقف معين أو الإصطدام بقدر يبدو لعينيك هيناً ، فلا يعبأ عقلك به و تظل تسير في خطواتك التي رسمتها للوصول الي الهدف الذي لطالما حلمت به.
و إذا بذاك الحادث الهين يجعلك تسير في خطوط معوجة منحنية فيصيبك الإضطراب و تشعر أنها تستهلك وقتك ومجهودك وتعكر صفوك ، و لكن ليس لك بد من أن تسير في هذا الطريق الذي فرض عليك فرضاً ، و لكن .. تجد أن معالم الطريق قد أختلفت و الصورة الإفتراضية قد تغيرت ، لتتشكل معالم جديدة للطريق و ما يتبع ذلك من أهداف جزئية يتحتم عليك إنجازها مرحلياً ، و حينذاك تشعر أن ثمة شيء من داخل نفسك يقول لك : ما هذا الطريق المنحني الذي لم أصدق يوماً أنه يناسب خطواتي ، كيف أتكيف مع هذا و هو مناقض لما كنت أصبو اليه ، و رويداً رويدا تتبدل الأسئلة ذاتها لتصبح .. كيف تغيرت نظرتي؟ ، و لماذا صرت أشعر بالسعادة أثناء السير نحوه علي الرغم من أنه كان مستبعداً و لم يخطر يوماً ببالي ؟ ، بل و كيف بات ذلك مصدراً متجدداً للشغف بالحياة و المساهمة الفاعلة فيها.
ما أرغب في إيضاحه هو أن تعطي نفسك فرصة لإكتساب القليل من المرونة التي تمنحك القدرة على السير متوازناً داخل منحنيات الحياة ، فقليل من المجازفة غير المحسوبة قد تكون تدابير من ربك ليريك أشياء مختلفة أو ليعرفك ما لم تحسب حسابه ، فكن موقناً من أنه هو الأصلح لك ، إن تحرك الأقدار تكون بتدابير الله القهار ، فربما يكون قدرك أن تدرك أشياء مختلفة حيث يصبح الطريق المنحني هو أقصر طريق بين نقطتين ، ليكون به وصولك الي ما يسعدك و ربما تكتشف أنه أكثر بهاء من الحلم الذي كنت ترنو إليه معتقداً أنه الأنسب لك .
فلا تنزعج من تبدل خططك ولا اعوجاج مسارك ، فلعل كثرة المنحنيات تفضي بك إلى الهدف الأروع و الأنسب لك ..
فلتكن تدابير الله.