اسئلة لا تنتهي
بقلم : صالح الصالحي *
اسئلة لا تنتهي
لماذا هناك أسئلة لا تنتهي ؟ . . لأن العقل يعمل ويعمل . . يسأل ويطلب الاجابة التي قد تقنعه أو لا . هناك من العقول التي تعودت على الأسئلة طالبة الاجابة التي لا تعلمها فعلا . . وعقول أخرى تعودت على الأسئلة لتؤكد اجابات بداخلها فقط ، لتعلن انها على الطريق الصحيح . . وربما تعبر كثرة الاسئلة عن حالة العقل المجهدة الذي يكثر الاسئلة ولا ينتظر الاجابة . . وهنا يتحول العقل لآلة تسأل وتسأل ولا تعنيها الاجابة في شيء . . هنا نستطيع القول أن العقل ذهب وحل الجنون ولم يتبق من الإنسان سوى اللسان الذي يتحدث دون خلفية عقلية تطلب الاستفسار والتوضيح . . وربما كان السؤال فخاً ينصبه صاحبه للآخرين . فلا تندهش كثيرا . . فأنت تعلم وأنا أعلم أن هناك من الأشخاص من يوجهون الأسئلة للسذج للحصول منهم على اجابات هم من الجبن أن يقولوها بأنفسهم . . فيبحثون عن كبش فداء من أخرين كي يرددوها على ألسنتهم ، وهؤلاء موجودون حولنا . . وهناك آخرون يطلبون منك رأيك ولكن الرأي لابد أن يكون مناسباً لآرائهم أو متفقاً معه وإذا اختلفت معهم يصبون جم غضبهم عليك . فعليك فعلا مسئولية أن تقرأ ما يدور بعقولهم وتقولها بلسانك لترضي غرورهم في شكل ديمقراطي بأن تقول لهم أنتم أعظم الناس وأمثالكم من العظمة والجودة . . ولا يحق لك أن تقول عكس ذلك . . وهناك أسئلة أخرى من الجائزان تسبب لك مشاكل في حياتك . هل كلنا متساوون في السؤال والبحث عن الجواب . . أم أن هناك من الأشخاص الذين دائما ما يبحثون عن اجابات العلامات استفهام في عقولهم ؟ الحقيقة أن طلب السؤال يعبر عن حالة عقلية راقية . . لأنه اعتراف بعدم علم الشخص وطلب العلم من غيرد . ، من المفروض أن لديهم الاجابة . كل ما يدور حولنا في الكون يحتاج لأسئلة كثيرة . . ولكن أهم هذه الأسئلة هي التي توجهها لنفسك لأنك لا تستطيع أن تقول لها غير ما بداخلك . والذي يجيب عليها داخلك وحدك . . نفسى تسأل نفسي ! لكن اتصور انها مرحلة وحالة لا يحظى بها كل الناس لأنها اسئلة الصدق مع النفس . إذا استطعت أن تسأل نفسك فأنت تستطيع أن تحاسبها . . وإذا حاسبتها هذبتها وان لم تستطع أن تسألها فلن يستطيع غيرك ان يسألك ليحصل منك على اجابات صادقة كاشفةوفي الغالب ستكون الاجابات مسجلة جاهزة الصنع معبأة تقدم في صورة واحدة . . فكثير منا من يحيا باجابات مزيفة بأسئلة تشبهها . نفوسنا تحتاج منا إلى رحلة اسئلة طويلة عميقة هيأتها لنا ظروف استثنائية . . فالموت يحيط بنا من كل جانب . ولا يزال الكثير منا لم يفتح دفتر الاستجواب لنفسه . . وفقط يسأل من حوله ريما لوسألنا انفسنا وحاسبناها نستريح ويرفع الله سبحانه وتعالى هذا البلاء عنا . ربما يقول البعض انك تقدم نفسك كما لو كنت ملاكاً حاسبت نفسك وطهرتها وتطالبنا الآن بالتطهر . لا تتعجل في الحكم على ربما أبدأ اليوم أو غدا . . لكن لابد وان ابدأ . فقد أكون أحد الأسباب ومثلى كثيرون يكملون الأسباب فلنتطهر ليرفع الله عنا البلاء رحلة للسؤال والسؤال ليجيب الله دعوتنا .
* نقلا عن جريدة الاخبار
Categories: أعمدة الرأى