Menu

رقصة المحبة الأخيرة

بقلم : محمد الصيرفي

.. و رحلت ” حنة ” !!

كان الموت يرتبك كلما جثم على غرفتها الباردة .. لأنها كانت تلتقيه بمرح – كما قالت ، لكن في النهاية تمكن السرطان من الجسد فأنتقلت روحها الطاهرة إلى بارئها بعد أن تركت لنا مواقف لا تُنسى و مشاهدات لا تُمحى ، إنها الشاعرة و الكاتبة حنان كمال التي ضربت أروع الأمثلة في الوفاء الممتزج باليقين بالله حينما رفضت التخلي عن زوجها الصحفي أحمد نصر عقب دخوله في غيبوبة عميقة أثر حادث تعرض له في 2011 ، كانت حنان توقن بعودة زوجها فرفضت مطالب الأطباء برفع الأجهزة عنه و حينما تحققت المعجزة كانت له خير سند لتخطي الآثار الصحية التي خلفها الحادث في جسده و نفسه ، ثم ضربت أروع الأمثلة في الثبات أمام شبح الموت الذي ظل يراودها لسنوات فأقتنص الجسد لكنه لم يتمكن أبداً من الروح الشفيفة ..!
حيث قاومت السرطان بشجاعة و رضا ، فكتبت “كتاب المشاهدة” و الذي سطرت فيه إبداعاً عن قدرة النفس الإنسانية على السمو فوق الألم و الموت.

كتبت حنان كمال في “كتاب المشاهدة” :

أعرف الموت
التقيته هذا الصباح
فأخبرني أن أمي هناك
ستطهو لي وجبتي المفضلة
وأراني حقل الفراشات الذي
سيسحر عيني حتى أنسى ألم العبور

في حياتي القادمة
سيمنحني الله بيتا جميلا
لأنه أدرك أنني أحب البيوت
سيمنحني نهارات كاملة من السكينة
لأنني استهلكت نصيبي من القلق
سيكون هناك كثير من الورود والشمس المشرقة
وروائح العطور
سيدللني الرب
لكنني سأعجز عن الابتسام
ربما لأن ألما ما
يشبه مسمارا مغروسا في ذاكرتي
سيذكرني دوما أن الحياة أحيانا لا تحتمل

كتبت أيضاً :

قد لا تعلمون
أنا طفلة هذا الكون المدللة بمحبة الله
رسالتي البراءة والمحبة والمرح
فأما البراءة فإن هذا الكون يلمع في عيني
نظيفا وبراقا كلحظة الخلق الأولى
وأما المحبة فهي خلاصة قلبي تجاه الكون
أحب كل ما فيه حتى اللحظات التعيسة
والمرح هو رقصتي الأثيرة في مواجهة النوائب.

Categories:   أخبار, أعمدة الرأى

Comments