Menu

كان نفسي تكون بتحلم يا عيسي

إيناس محمد حسن تكتب …….

انتهي سباق مسلسلات رمضان وقررت من وجهة نظري كأم وكمشاهد ان اقوم بعمل الناقد واتحدث عن تجربتي ورحلتي مع مسلسل عيسي الغنام …او ولد الغلابة اللي الحقيقة اكتشفت انه ولد جبابرة ….
مرت اول عشر حلقات وانا اتابع الأداء المتميز لأحمد السقا وأنجي المقدم ولكن للأسف وفجأة ومع بداية العشرة الثانية وجدت تناقض كبير جدا في الشخصيات ….
الأخت المحبة المطيعة لأخيها تتحول لسيدة ترغب في الأنتقام منه لدرجة القتل وبسرعة شديدة والسبب غير مقنع …حبها لضاحي تاجر المخدرات.. رغم انقلابها علي اخيها لأنه يعمل بالمخدرات وده التناقض الأول.
بطل المسلسل عيسي الغنام المدرس المثقف المحب المضحي …المصلي للفجر حاضر- باعتراف اخيه – …حافظ القرآن..يتحول لبائع للمخدرات.. ومصنع لها .. ثم تاجر كبير …وقاتل بدم بارد وسهولة شديدة ….
فرح البطلة والتي تتحدث برقة … وتستعطف المشاهد ، تنفذ عمليات قتل بسهولة جدا ثم تبكي وتظهر في مشهد أخر المحبه العاشقة صاحبة مشاعر الحب الرقيقة .
وظل التناقض في الشخصيات يزداد وكلما مرت حلقة من العشرة الأواخر أتأكد من تحطيم المسلسل لثوابت كثيرة لدينا كمصريين ، من ضمنها ان الفقر والعوز ليس مبرر للقتل وتجارة وتصنيع المخدرات ، ويروج لفكرة ان القتل هو الحل الأمثل لكل من يزعجنا.
ووجدت كثرة في استخدام اسم نوع مخدر (الآستروكس )والمتداول والمدمر لشبابنا واطفالنا …
ايضا سهولة التخطيط للقتل والتنفيذ له لدرجة جعلتني أظن أن في النهاية سيظهر البطل وكانه كان يحلم ليرجع للنموذج الإيجابي الذي لم يستمر سوي عدة حلقات قليلة ويقاوم الحاجة والعوز بفكر جديد إيجابي ولكن ظلت المخدرات والقتل هما الغالبان علي نمط وقصة المسلسل .
وقمة التناقض عندما ينطق البطل بالحكم والمواعظ والكلمات التي تعطي معني الاستعانه بالله والدعاء له ، وهو يدمر جيل كامل ويقتل كل من يقف في طريقه .
وحتي الرسالة التي جاءت علي لسان البطل في النهاية لا اعتقد انها كافيه لتمحو كافة الرسائل السلبية التي تركها المسلسل للمشاهد علي مدار ثلاثون حلقة إلا خمس دقاىق وهم الذين اعرب فيهم البطل عن ندمه وأسفه .
ولأخر لحظه وانا انتظر عيسي يستفيق من نومه ويرفض كل ما فعله .. ولكن للأسف.. قصة لا تناسب مجتمعنا وتروج وتوجد مبررات للقتل وتصنيع وتجارة المخدرات .
ويحزنني ان أقول ان الدراما التليفزيونية لم تترك أثراً هذا العام
مسلسلات هذا العام غير منطقية .. مليئه بتناقض الشخصيات … كثيرة في تناول المخدرات وتعاطيها .. وسهولة القتل … وغير محبوكة الكتابة والتأليف .
وفي النهاية تأكدت ان احنا اللي غلابة بدون عادل إمام ..ويحي الفخراني ويوسف معاطي …
والفارس العبقري أسامة أنور عكاشة رحمة الله عليه.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments